تقدم القوات السورية في تدمر

أعلنت القوات الحكومية السورية أنها دخلت مدينة تدمر التاريخية وستتم استعادتها من  تنظيم "داعش" في غضون ساعات، وتبعد القوات السورية 500 مترا فقط عن وسط مدينة تدمر في انتكاسة استيراتيجية كبيرة للتنظيم المتطرف، وهوجمت مواقع "داعش" في الموصل في العراق  بواسطة الطائرات التي تقودها الولايات المتحدة في حين تتقدم القوات البرية العراقية إلى الموصل على الأرض، وكانت " داعش" سيطرت على تدمر في مايو/ أيار 2015 وبدأت تفجير المعالم السياحية الأثرية فيها  مثل قوس النصر الذي يعود تاريخه إلى 2000 عاما.

وأمضت  القوات الحكومية الشهر الماضي في محاولة التقدم إلى المدينة القديمة بمساعدة القوات الروسية التي قصفت مواقع المتطرفين، وأفاد التليفزيون السوري الرسمي أن القتال في مدينة تدمر يتركز الأن بالقرب من موقع أثري في الطرف الغربي الجنوبي من المدينة، وحذر أحد الجنود داعش قائلا " سنسحقكم تحت أقدام الجيش العربي السوري".

واستمرت القوات السورية في الهجوم لعدة أيام في محاولة للاستيلاء على المدينة التي تعد موطنا لأقدم المواقع الأثرية في العالم، وذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس" أن تدمر تحت سيطرة الجيش السوري نقلا عن أحد مصادر الحكومة في دمشق، وبثت قناة الإخبارية التي تديرها الدولة صورا" من خارج تدمر، وأوضحت أن مقاتلي الحومة استولوا على منطقة الفنادق في الغرب، وبيّن جندي التقته قناة الإخبارية أن الجيش وحلفاءه سيمضون قدما إلى ما بعد تدمر، مضيفا " نقول لهؤلاء المسلحين نحن نتقدم إلى تدمر وإلى ما وراء تدمر وإن شاء الله إلى الرقة معقل عصابات داعش".

وأظهرت وكالة الأنباء السورية الحكومية "سانا" طائرات حربية تحلق في سماء المنطقة ومروحيات تطلق الصواريخ وجنودا" وسيارات مدرّعة تقترب من
المدينة، فيما سجّل مغادرة  المدنيين لمنازلهم بعد أن حثهم متطرفو "داعش" عبر  مكبرات صوتية على مغادرتها  مع اقتراب المعرك من وسطها، وكانت "داعش" فجّرت المعابد والمقابر القديمة منذ السيطرة على تدمر ما وصفته منظمة اليونسكو باعتباره جريمة حرب، وتقع المدينة في مفترق طرق في وسط سورية وتحيط معظمها الصحراء، وتعتبر السيطرة على تدمر والتقدم شرقا نحو دير الزور أهم مكاسب الحكومة السورية ضد داعش منذ بداية التدخل العسكري الروسي في سبتمبر/ أيلول الماضى، وتمت استعادة دمشق  بكاملها مرة أخرى من داعش بمساعدة روسيا فضلا عن شرق حلب أكبر المدن السورية، وتعد استعادة السيطرة على تدمر أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو انتصارا كبيرا للجيش السوري وحلفائه الروس.

وسحبت روسيا معظم قواتها وطائراتها من سورية الأسبوع الماضي بعد حملة قصف استمرت شهورا" ونجحت في تحويل مسار الحرب مرة أخرى لصالح الرئيس الأسد، وذكر  المحافظ طلال برازي لوكالة أسوشيتد برس من المدينة القريبة من حمص أن الجيش السوري حدد ثلاثة اتجاهات لاقتحام تدمر وتطهير جميع الطرق المؤدية إلى المدينة من الألغام والمتفجرات، مضيفا " ربما نشهد في غضون 48 ساعة قادمة فوزا ساحقا في تدمر".

 ودمرت "داعش " في تدمرالعديد من الآثار التي تعود إلى الحقبة الرومانيية بما في ذلك معبد "بل" الذي يعود تاريخه إلى 2000 عاما وكذلك قوس النصر التاريخي، وقتلت عشرات الجنود السوريين الأسرى والمعارضين للتنظيم المتطرف في الساحات العامة في المدنية وفي أطلال المسرح الروماني، كما دمرت داعش سجن تدمر الشهير حيث تم اعتقال كثيرين من معارضي الحكومة السورية المسجونين على مر السنين.

ويأتى التقدّم في تدمر على خلفية محادثات السلام السورية الجارية في جنيف بين ممثلين لحكومة دمشق والمعارضة المدعومة من الغرب، وعُقدت المحادثات التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة  لوقف اطلاق النار  أواخر فبراير/ شباط وتم تأجيلها إلى الخميس دون الوصول إلى أي انجازات واضحة. وأطلق هجوم كبير في العراق على مواقع "داعش" في الموصل شمال البلاد، حيث قصف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مراكز المتطرفين، ما سمح للقوات البرية بالسيطرة على عدد من القرى في ضواحي المدينة قبل مواصلة تقدمها، ويقول متحدث باسم الجيش العراقي أن العملية العسكرية التي طال انتظارها لاستعادة مدينة الموصل الشمالية من مسلحي داعش بدأت بالفعل، وأضاف المتحدث باسم القيادة العسكرية المشتركة، العميد يحيى رسول " استعادت القوات العراقية عددا" من القرى في ضواحي بلدة مخمور شرق الموصل صباح الخميس".

وبيّن رسول أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وفّر الدعم الجوّي ولم يكشف عن تفاصيل أخرى، ولم تتضح الفترة التي تستغرقها مثل هذه العمليات المعقدة حيث تقع الموصل على بعد 360 كيلو مترا" شمال غرب بغداد، وتعد ثاني أكبر مدينة عراقية، وسيطر عليها "داعش" في يونيو/ حزيزان 2014، وتعد الموصل أكبر مدينة في دولة "داعش" المزعومة.