الجزائر – إيمان بن نعجة
تحتفل الجزائر في الثامن عشر من شباط/ فبراير كل عام بذكرى المليون ونصف المليون شهيد، بغية إرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والإقتداء بخطهم الشريف طيلة حرب التحرير من أعمال مجيدة و بطولات مشهودة.
وبدأت الجزائر إحياء فعاليات ذكرى الشهداء، بعد لقاء جمع أبناء الشهداء خلال الندوة الأولى في نادي الصنوبر يوم الـ18 من شباط/ فبراير عام 1989، إذ أجمعوا على اختيار ذلك اليوم لاستذكار الشهداء من أجل التذكير والاحتفاء والإحياء مقارنة بالأحداث والأيام الوطنية والعالمية التي تعوَّد الشعب الجزائري على الاحتفاء بها على المستويين الرسمي والشعبي.
وأقرًّ المجلس الشعبي الوطني الجزائري هذا اليوم رسميًا لإحياء الذكرى عام 1991؛ ليعيد الشعب الجزائري إلى ذاكرته التضحيات التي قدمها أبناء الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي، واعتبر أنَّ هذا اليوم يهدف إلى تذكير أبناء الجزائر من جيل الاستقلال بأنَّ الحرية والسيادة والاستقلال ما كان ليكون لولا أن قدم الشعب مليون ونصف مليون من أبنائه كثمن عظيم لها.
ويهدف الجزائريون من اتخاذ مثل هذا اليوم يومًا وطنيا للشهيد، بغية العودة بهذا الشعب وبوعيه إلى تاريخ يقرأ فيه معنى الوطنية، ومعاني النضال، ومعاني الجهاد ومعاني حب الوطن من خلال استذكاره لقوافل الشهداء الذين قدمهم قربانا لمذبح الحرية.
فقد عاش الشهداء جاهدين متحلين بإرادتهم وشجاعتهم لتخليص الجزائر من الاستعمار، فكان نضالهم الطويل في مواجهة المغتصب لأرض الأحرار الجزائر.
كما دافع الشعب بشرف النضال، و باستماتة عن قيم الكرامة و التحرر، وأمن كيانه، وحصن هويته بصمود ضد كل أشكال التمييز والحرمان وسلب للحريات، مقدمًا خير أبنائه إلى مذبح الحرية، شباب تحدى كل العراقيل، وتشبث بالصبر والتضحية في سبيل حرية الوطن.