لندن - سليم كرم
ارتبط السجين البريطاني السابق طارق درغول المعتقل في غوانتنامو بالناشط في تنظيم "داعش" محمد اموزاي المُلقَب بـ "المتطرَف جون". وتلقى درغول تعويض بقيمة 20 مليون جنيه استرليني عن اعتقاله، والتقى مع محمد اموازي بمتطرف سوري في صيف 2011، قبل عام من توجه الأخير إلى سورية ليصبح جلاد التنظيم وقاطع رؤوس الرهائن.
وينتمي درغول الى أصل مغربي، ولكنه ولد في شرق لندن، وجاء في صحيفة "التايمز" أنه اعترف بأن أجهزة الأمن البريطانية لم تعرف عن علاقته باموزاي، وقتل هذا الأخير في غارة امريكية على الرقة في سورية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وكان اموازي على قائمة اجهزة الأمن البريطانية منذ عدة أعوام، مع المراقبة المشددة بعد رحلة سفاري قام بها الى تنزانيا في عام 2009، سافر فيها مع اثنين من اصدقائه، وتم ترحيله بسبب مخاوف بأن رحلته كانت مجرد حجة لخطة سرية للانضمام الى حركة الشباب الصومالية، وادعى اموزاي بعدها تعرضه للكثير من المضايقات على يد الأجهزة الأمنية، متهما ضباط المخابرات بتخريب محاولته للزواج مرتين.
واستطاع اموزاي بالرغم من المراقبة المشددة عليه أن يعبر الحدود البريطانية في سيارة يقودها صديقه درغول ويسافرا من لندن الى لشبونة، وفي لقاء مع صحيفة "التايمز" أجاب دارغول عند سؤاله عن علاقته باموزاي " لا أعرف ما الذي تتحدث عنه، تعرف الأجهزة الأمنية كل شيء، وليس لدي ما أخفيه، ولو كنت فعلت شيء خاطئ لما تركوني".
والتقي كل من اموزاي ودرغول في البرتغال برجل سوري اعتقل في غوانتنامو لبعض الوقت بعد أن قبض عليه في أفغانستان، ومن المعروف أن الرجال الثلاثة واجهوا استجواب على يد الاجهزة الامنية البرتغالية حول خلفياتهم. وقال الرجلان أنهما في رحلة لاستكشاف معالم المدن في جميع أنحاء أوروبا، وعادا الى بريطانيا بعد ان تقلى اموزاي مكالمة مستعجلة من والده بخصوص مسألة عائلية، واعتقل درغول في غونتنامو ايضا بعد القبض عليه في أفغانستان، وادعى أنه سافر في الأصل الى باكستان لدراسة اللغة العربية وأنه دخل الى أفغانستان لشراء أرض ليعمر عليها عقارات ويبيعها بهدف جني الربح بعد الحرب.
ونفى المزاعم الأميركية أنه كان في أفغانستان لحضور معسكر تدريب للمتطرَفين، وبعد وقت من تعرضه للضرب وسوء المعاملة مرارًا وتكرارًا أعيد مع أربعة مواطنين بريطانيين الى بريطانيا، وتقلي مع معتقل أخر يدعى جمال الحارث تعويضات عن الاعتقال بقيمة 20 مليون جنيه استرليني عام 2010. ويعرف الحارث باسم رونالد فيدلر قبل أن يغير دينه، وسافر الى سورية في نيسان/أبريل عام 2014 وانضم الى "داعش" وقيل إنه قتل في احدى المعارك.
ويعتقد أن اموزاي كان عضوا أساسيا في عصابة من الشباب المتطرفين من غرب لندن تضم بلال برجاوي ومحمد صقر، وقُتل الاثنان في غارات لطائرات بدون طيار في الوقت الذي كانا يقاتلان ضمن تنظيم الشباب في الصومال، واستطاع اموزاي ان يشق طريقه عبر أوروبا الى سورية بعد عام من رحلة البرتغال. وزعم أنه مرتحل عبر السلاسل الجبلية في أوروبا، وجاء في مجلة "دابق" الدعائية لتنظيم "داعش" أنه اعتقل في عدة مناسبات على أيدي سلطات دول مختلفة قبل أن يصل الى سورية، واعترف التنظيم بنفس المجلة بمقتله في كانون الثاني/يناير عام 2016.
وأشادت الصحيفة بقوته وصلابته ضد الكفار، ووصفت المجلة الطريقة التي جرى فيها التحقيق معه عدة مرات أثناء محاولته لمغادرة بريطانيا، قائلة أنه كان يدَعي الغباء أثناء التحقيق مصداقًا لقول النبي "الحرب خداع".