الجندي السابق السيد فيرادا

تجرد الجندي السابق فرانكو فيرادا، 20 عامًا، من ملابسه وقدم نفسه وجبة للأسود، السبت، في حديقة حيوان سانتياغو أمام المتفرجين في مشهد مروع، زاعمًا أنه نبي الله، ولم يتغلب فيرادا على وفاة والدته من سرطان الثدي عندما كان عمره 11 عامًا، وترك فيرادا ملاحظة في جيب ملابسه التي تركها بكونه نبي مرسل من الله معلنا أن نهاية العالم قريبة، وجاء في ملاحظة " نهاية العالم اقتربت وسوف أعرف عندما ستأتي، أنا النبي وعدت من أجل شعبي".

ولم يتضح بعد ما إذا كان فيرادا يحاول إنهاء حياته، إلا أن شهود العيان في الحديقة أوضحوا أنه روى لهم قصة "دانيال" بطل الكتاب المقدس الذي ألقي كطعام للأسود لكنه نجى بواسطة ملاك مرسل من الله، وعثر اثنان من المسعفين الذين أنقذوا السيد فيرادا على رسمتين غريبتين لأسود في محفظته بعد إنقاذه من القفص ونقله إلى غرفة الطوارئ في سانتياغو، ويُعتقد أن الحادث يرتبط بوفاة والدة السيد فيرادا من سرطان الثدي منذ ما يقرب من 10 سنوات، ووضع السيد فيرادا في الرعاية ولم يسامحه والده شارب الكحوليات الذي تخلى عنه وفقا لما أوضحه أصدقائه، ويذكر أن والده دُفع إلى شرب الكحوليات بسبب فقد زوجته.

وذكر صاحب متجر في منطقة بوينتي التو في سانتياغو حيث تعيش عائلة فيرادا " فرانكوا كان شاب سعيد جدا من الناحية الظاهرية، لكنه فاجئنا بأفعاله في حديقة الحيوان لكن عائلته مزعجة للغاية"، وتابع السيد كاستيلانو الذي كان يتواصل مع العائلة  "لهم سمعة سيئة في المنطقة وغالبا ما يكونوا في حالة سُكر"، وتشير الصفحة الخاصة للسيد فيرادا على الفيسبوك إلى أنه عملت في مطعم برغر كيند وشيلي ولا علاقة له بوالده وأنه التحق بالجيش بعد خروجه من دار أيتام الدولة للتخلص من جنونه العقلي وفقا لما أوضحه الكثيرون ممن عرفوه في منزله في بونتي ألتو.

ويتعافى فيرادا حاليا في مستشفى سانتياغو كلينيك متأثرا من جروح في وجهه والجمجمة والعنق والكتفين وأعلى الفخذ، ويعد فيرادا واحد من تسعة أطفال، وفي عام 2006 بعد وفاة الوالدة روث أورورا أخذ كافة الأطفال التسعة إلى نظام رعاية  الدولة SENAME عندما رفض والدهم رعايتهم، ويقضي الشقيق الأكبر للسيد فيرادا  خوسيه لويس فيرادا حكما بالسجن بسبب جرائم متصلة بالكحول، بينما يعيش بقية أخوته في منطقة بيونتي ألتو الفقيرة المعروفة بارتفاع معدلات الجريمة فيها، وغادر السيد فيرادا نظام رعاية الدولة في عمر 18 عاما للانضمام إلى الجيش حيث خدم في قاعدة في كويهايكيو لمدة 18 شهرا في الولاية التشيلية أيسين، ويقول زميله في العسكرية جونزالو مولينا " كان شاب سعيد للغاية، من الصعب علي اكتشاف أنه يعاني من مشاكل نفسية".

وخرج السيد فيرادا من الجيش عام 2014 وكان يعيش في وسط سانتياغو مع أصدقاء آخرين وعمل في مستودع لقطاع الأعمال الصيني، وقالت جدته نولبيرتينا مونيوز لوسائل الاعلام التشيلية "كانت وفاة والدته صعبة للغاية عليه، وبعد ذلك كان مهتم برعاية إخوته، وزارني في نهاية الأسبوع الماضي وقال إنه سعيد ويشعر بالرضا والقناعة".

وعلى الرغم من عدم علم عائلته وأصدقائه بمعاناته النفسية إلا أن الشقوق النفسية لدى فرانكو بدأت تظهر، حيث كتب رسالة عاطفية في عيد الأم على "فيسبوك" ينعي خسارته لها، قائلًا: "أمي لقد مرت 9 سنوات منذ أن رحلت إلى أحضان الرب، أذكر دائما تضحيتك من أجل أشقائي وأنا، كم أحببت وجودك بيننا لاحتضانك وتقبيلك والشعور بالدفء والأمان مثلما ولدت"، وكتب رسالة أخرى قصيرة بعد عدة أيام قائلا: " أنا فقط من يمكنه كتابة حياته"، وبعد ثلاثة أيام من تقديم نفسه عاريا كوجبة للأسود الضارية حيث قٌتلوا رميا بالرصاص كتب "أنا هنا لإعطائكم الحب".

وتتخذ حديقة حيوان سانتياغو الإجراءات القانونية ضد السيد فيرادا متهمة إياه بالتعدي لتسلق قفص الأسود، وأضافت مديرة حديقة الحيوان أليخاندرا مونتالفا: "لقد تجاوز الحدود إلى منطقة غير مسموح للجمهور بالتواجد فيها، ونحن نعلم أنه صعد إلى سطح قفص الأسود وقفز من هناك وخلع ملابس وبدأ في استقطاب الأسود"، مشيرة إلى تأثرها بقتل الأسدين الذكروالأنثى، وحديقة الحيوانات لديها بروتوكول تأسيسي لأن حياة الناس مهمة لنا"، موضحة أنه لم يكن هناك مهدئات سريعة المفعول لوقف الأسود عن جرح الرجل، و قالت إحدى شهود العيان سينثيا فاسكيز أن حراس أمن الحديقة كان رد فعلهم بطئ وأن الحيوانات لا تهاجم الإنسان بمجرد دخوله القفص، مضيفة " دخل القفص من الجزء العلوي وبدأ الأسود في اللعب معه ثم هاجمهوه"، مشيرة إلى أن الحراس أطلقوا المياة أولا ثم أخلوا الناس ثم أطقلوا الرصاص على الأسود، وأفادت أن الرجل كان يصرح بأشياء عن يسوع.

وأفاد أحد الأباء الذي تواجد في الحديقة مع أبنائه لقناة Chilevision: "بدأ الجميع في الصراخ عندما شاهدوا الرجل"، وأضاف شاهد عيان أخر " كان هناك العديد من الأطفال وقام أولياء الأمور بتغطية أعينهم أثناء الواقعة واكن الرجل يصرخ بأشياء دينية"، ولفتت القناة الإخبارية إلى أن المذكرة الانتحارية التي عثر عليها داخل ملابسه أشارت إلى نهاية العالم باعتبارها سببا في محاولته التخلص من حياته، مضيفًا: "ولم يعد السيد فيرادا في حالة مهددة لحياته منذ السبت، وأضاف الدكتور سباستيان أوجراد من المستشفى أن قلبه توقف تقريبا، موضحا " لقد عاني من جروح وصدمات في الرأس ومنطقة الحوض لدينا آمال كبيرة في أنه سيتعافي وسيكون على ما يرام".