الحسكة - لامار اركندي
يعاني أهالي محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، من فقدان الأدوية وارتفاع أسعارها، بسبب تحكُّم التجار بها، إضافة إلى ارتفاع أسعار المعاينات الطبية، مقارنة بدخل الفرد.
وأكد الصيدلي "عيسى سليمان" من القامشلي، حديث إلى "العرب اليوم " فقدان الأدوية الأساسية وعدم توفرها، كأدوية السرطان وأمراض القولون المزمن, وعزا أسباب ارتفاع الأدوية إلى تحكُّم التجار غير المختصين في أسعارها بعد إدخالها للمنطقة, وأشار إلى أن التجار يرفعون أسعار الأدوية الصلبة بنسبة 40%, وأدوية الشربات بنسبة 100% .. مضيفًا أن سعر "دواء السكر" في القامشلي 500 ليرة فيما يبلغ سعره في دمشق بمئتي ليرة.
وبيّن عدد من الصيادلة في مختلف المدن، أنّ الكثير من الأدوية مفقودة نتيجة عدم وصول الأدوية للمستودعات الدوائية المرخصة منذ أشهر، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار الأدوية إن وجدت يعود إلى أن المستودعات أضافت ما يقارب 30% من سعر علبة الدواء على سعرها الأصلي كتكاليف شحن و نقل.
وأضافوا أن جميع المستودعات الدوائية في الفترة الماضية توقفت عن نقل الدواء إلى محافظة الحسكة برًا بسبب غياب عنصر الأمان على الطرق ولحصار مسلحي داعش وتوقف الطيران المدني عن نقل الأدوية، ما أدى إلى فقدان الكثير من الصنوف والمستحضرات وهذا بدوره شكّل صعوبة في توفر الأدوية في المحافظة.
وحذّرت مصادر من فرع نقابة الصيادلة في الحسكة ومديرية الصحة من خطورة الأدوية المُهرّبة إلى مناطق المحافظة مؤكدة أنها غير مراقبة صحيًا, وأدت إلى إحداث عدد من الوفيات نتيجة تناول الأدوية المُهرّبة من المناطق والدول المجاورة.
يُذكر أن بوادر أزمة نقص الأدوية والمحاليل الغذائية المُعطاة عن طريق الأوردة (السيرومات) بدأت تظهر في محافظة الحسكة منذ شهر حزيران/يونيو 2016، بسبب المعارك على الطرق، إضافة إلى الحصار الذي يفرضه تنظيم "داعش" على المنطقة مع إغلاق المعابر الحدودية.