باريس ـ مارينا منصف
كشفت لقطات جديدة عن اللحظة المروعة التي حاول فيها أحد المتطرفين سرقة سلاح شرطية في مطار أورلي في باريس، حيث يظهر في اللقطات تفاصيل الهجوم الذي وقع يوم السبت حينما قام المهاجم زيد بن بلقاسم بالتعدّي على الشرطة بعد أن اسقط حقيبة تسوّق، وقتل بالرصاص خلال 3 دقائق من المواجهة التي تلت ذلك مع رفيق وجندي آخر.
وتسببت الحادثة في الذعر وإغلاق ثاني اكبر مطار في العاصمة الفرنسية، وتظهر اللقطات التي حصلت عليها وكالة "فرانس برس"، أن مواطنًا فرنسيا يبلغ من العمر 39 عامًا حاول القيام بعملية متطرّفة في المطار قبل أن يلقى حتفه على أيدي رجال الشرطة، وعلى الرغم من أن بن بلقاسم قام بمهاجمة الجندية لفترة طويلة من الزمن، إلا أن الأمر استغرق بضع دقائق لرواد المطار الآخرين حتى يلاحظوا ما يحدث.
وتشير التحقيقات التي بدأت بعد قتل بن بلقاسم، أنه أفرج عنه من السجن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ولكن والده - الذي لم يكشف عن اسمه الأول - قال لإذاعة أوروبا 1 إن بن بلقاسم لم يكن متدينا، وليس لديه أية صلة بالجماعات المتطرّفة، موضحًا أنّ ابنه كان لا يصلي بل ويشرب الحشيش، ومبيّنًا أنّه اتصل به، صباح يوم الهجوم "السبت"، وقال إنه كان غاضبا جدًا وحتى أمه لم تفهمه، حيث طلب منه أن يسامحه لأنه قام بالاعتداء على شرطيـ وتابع الوالد أنه أخبر ابنه بأنه لا يسامحه لأنه آذى شرطيًا .
وأطلق المهاجم أولا طلقات من مسدس ضغط على عناصر الشرطة في إشارة مرور في الصباح الباكر، قبل أن يسارع بالتوجّه إلى مطار أورلي جنوب باريس لتنفيذ هجوم آخر، وهذا يعني أنه لم يتمكن من قتل أو جرح أي شخص مما اضطره لمحاولة سرقة بندقية أحد الجنود، الا أنه أردي قتيلا ، في اليوم الذي كان دوق ودوقة كامبريدج يزورون العاصمة الفرنسية.
وكشف مصدر في الشرطة الفرنسية ، أن الرجل المعني في واقعتي مطار أورلي وإطلاق النار على شرطي، هو متطرّف ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات، وأشار قائد في الاستخبارات الفرنسية، باتريك كليفر، أن تلك العملية من شأنها أن تكشف مدى الصعوبة المتزايدة التي تواجه الجهاديين في العثور على أسلحة وذخائر ومتفجرات أخرى.
وأفاد كليفر، أن "العديد من الحوادث تبين لنا أن هؤلاء المتورطين في أعمال العنف يواجهون مشاكل لوجستية، في حيازة أسلحة"، وكان يعتقد أن بن بلقاسم منتشيًا بسبب المخدرات والكحول عندما حاول اختطاف البندقية التي تحملها شرطية في المطار حيث كان قد هاجم شرطي مرور في رينو كليو أحد الضواحي الشمالية لباريس.
وأطلق بلقاسم النار على شرطي، بعد أن أوقفه لتجاوزه السرعة المحدّدة عقب قضائه ليلة في حانة، وأصيب الشرطي بجروح طفيفة، وستحاول عملية تشريح الجثة، تحديد ما إذا كان بن بلقاسم، استخدم الكوكايين والحشيش الذي قيل إنه تعاطاهم في حانة في وقت متأخر من ليلة السبت، قبل وفاته، وكان من المفترض أن بن بلقاسم خاضع إلى تقارير لشرطية تحت شروط الكفالة مرتبطة بعملية سطو مسلح، وكانت هناك مخاوف من أنه قد يتطرّف في السجن، وكان آخر هجوم إرهابي كبير في فرنسا استخدمت فيها الأسلحة والمتفجرات في تشرين الثاني عام 2015، عندما قتل 130 شخصًا وأصيب 368 بجروح من قبل عناصر انتحارية تابعة إلى "داعش" في باريس، ومنذ ذلك الحين يتردد تجار الأسلحة على نحو متزايد لتزويد المتطرّفين بالأسلحة، وكان هناك أيضا فرض قيود صارمة على حيازة الأسلحة من قبل السلطات الفرنسية.