لندن ـ سليم كرم
يبدو أن السياسة تثبت لنا كل يوم أنها لعبة لها قوانينها ومحترفيها، ونحن نعلم جميعًا أن ممتهنيها يفكرون بها كأنها نوع من الأعمال الذي يحتاج إلى الكتمان والسرية، لذا ظهر السياسيون وهم يحاكون نجوم الرياضية بشكل متزايد، في محاولة لتفادي قراء الشفاه في قمم بروكسل.
كان لاعبو كرة القدم يغطون أفواههم وهم يتكلمون مع بعضهم البعض لسنوات، وذلك لتجنب أن تقرأ كلماتهم وتلتقط بواسطة كاميرات التلفزيون، يقومون بذلك كنوع من المراوغة خوفا من المعارضين الذين من الممكن ان يتوقعوا تكتيكاتهم، وقد انتشرت هذه التقنية الآن بشكل كبير في الاوساط السياسية.
أظهرت كاميرا الصحف صورة لأنجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون في قمة عقدت في أكتوبر/تشرين أول، وهم يحاولون إخفاء مناقشاتهما مع تيريزا ماي، أثارت صورة رئيس الوزراء الألماني والفرنسي حول رئيس الوزراء سخرية على نطاق واسع على وسائل الإعلام الاجتماعية.
وأشار مساعدون المسؤولين على أنهم كانوا يتحدثون عن الاتفاق النووي الإيراني، وفي الشهر الماضي كانوا يجرون محادثة أيضا يخفون فيها كلماتهم، وظهروا خلال صورة لزعماء الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية.
كما تبنى المفاوض الرئيسي للكتلة ميشال بارنييه الكتلة السرية باستخدام هاتفه المحمول خلال استراحة في اجتماع مع وزراء الاتحاد الأوروبي في نوفمبر/تشرين ثان، حيث كان السيد بارنييه على ما يبدو قلقا للغاية بشأن التنصت على مكالمته فكان يخفي وجهه السفلي، ومن بين المؤيدين المسؤولين الذين ظهروا مؤخرًا يخفون حديثهم وزير المال الاسباني لويس دي غيندوس.
أصبحت تغطية الفم في كرة القدم وسيلة معروفة ومنتشرة خلال حديث اللاعبين بعد أن ظهر حديث المدير الفني للفريق البرازيلي خلال كأس العالم في أميركا الجنوبية عام 2014 وكشفت عنه قناة تلفزيونية، وأشارت أن المدرب فيليبي سكولاري يقول للاعبيه خلال مباراة ضد كرواتيا التي انتهت نتيجتها 3-1، لصالح كرواتيا "نحن نلعب في وطننا، ما الذي تقومون به؟" وقد شهد مؤخرا مدير مانشستر سيتي بيب غوارديولا وهو يشير لفريقه من وراء يديه، وقام بذلك ايضا خلال مباراة ضد ساوثامبتون في نوفمبر/تشرين ثان.
وقال المستشار الخاص السابق لداونينغ ستريت جايلز كينينغهام: "أن تغطية الفم خلال الحديث عن قضايا خطيرة ذات أهمية دبلوماسية ووطنية كبيرة حيث أن "كلمة واحدة في غير محلها تلتقطها وسائل الإعلام يمكن أن تؤدي إلى عاصفة دبلوماسية أو تؤدي إلى انهيار المفاوضات الرئيسية.
وأضاف "غالبًا ما لا توجد أماكن للانفراد في مؤتمرات القمة واشار الي ان لغة الجسد يتم انتقاؤها وتحليلها من قبل وسائل الإعلام وقادة العالم الآخرين، كما أضاف أيضا أن الميكروفونات والكاميرات موجودة في كل مكان ويمكن ان تلتقط أصغر الحركات.