أولاندو ـ يوسف مكي
كشف مسؤولون في مدينة "أورلاندو" الأميركية عن سجلات المكالمات التي تلقاها رقم الطوارئ 911 يوم الخميس، والتي كشفت عن 15 اتصالا وردت الى الشرطة وأكثر من 16 اتصالا الى جهاز إطفاء الحرائق، بعد نضال قامت به وسائل الاعلام لمدة 3 أشهر من أجل إطلاق سراح السجلات الخاصة بالهجوم على ملهى "بالس "في أورلاندو في أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي أحد التسجيلات التي أفرج عنها، قال أحد رجال الاطفاء أن "الأدرنالين الخاص بي يذهب سريعا في الوقت الراهن". وسعت المدينة منذ وقوع الحادث إلى منع وسائل الإعلام بما في ذلك وكالة أسوشيتد برس من الحصول على السجلات الحكومية، وتُعقد جلسة استماع في المعركة القانونية بشأن مكالمات 911 الجمعة، وحتى اليوم افرجت المدينة عن 30 مكالمة من أصل أكثر من 600 مكالمة أجريت أثناء الهجوم الذي استمر 3 ساعات مع المسلح عمر متين الذي قتل في الاشتباك مع الشرطة.
وقٌتل في الحادث 49 شخصًا من رواد الملهى وأصيب 53 بإصابات خطيرة، وقُتل المتطرف عمر متين في تبادل لإطلاق النار مع أفراد فريق مكافحة الارهاب"سوات" لإنقاذ رواد الملهى المحاصرين، ولا زالت بلدية المدينة تطالب بعدم إطلاق عشرات المكالمات بموجب الاستثناء الذي يمنع وصف الموت علانية، ويرغب المدينة في الاحتفاظ بالمكالمات بين متين وفريق التفاوض من الشرطة وعدم إطلاقها.
وكشف مشرف الاتصالات الشرطية عن حدى مكالمات متين إلى مسؤول شرطة أورلاندو والذي ذكر اسمه في بداية المكالمة وهو يعرّف عن نفسه، وأفاد مسؤول في الشرطة أن مكتب التحقيقات الاتحادي اتصل به بشأن حادثة إطلاق النار على ملهى بالاس، وأخبره أن متين أصدر صوتًا يشبه الصلاة الإسلامية وتعهد بالولاء الى شخص لم يسمع اسمه جيدا، وأظهر النص الجزئي للمحادثة الذي أطلقه مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد أيام من إطلاق النار أن عمر متين تعهد بالولاء لأبو بكر البغدادي زعيم "داعش".
وكشفت العديد من مكالمات الشرطة التي أطلقت الخميس عن اتصالات الصحافيين للحصول على معلومات حول ما يحدث داخل الملهى، وكانت إحدى الاتصالات إلى الشركة من عامل في مكتب مقاطعة "أورانج" والذي حاول ربط وحدة المفرقعات مع قائد فريق "سوات" من شرطة أورلاندو، حيث اعتقد المسؤولون خطأ أن متين لديه متفجرات، وبعد نحو ساعة من بدء إطلاق النار اتصل أحد مراسلي الشرطة بقسم الحرائق مؤكّدًا وجود سيارة دفع رباعي في موقف سيارات الملهى ويعتقد أنها مليئة بالمتفجرات، وتعامل رجال الإطفاء مع الأمر وأرسلوا مسعفين لتأمين المناطق خارج الملهى وأخذ الضحايا إلى أقرب مستشفى. وفي اتصال آخر من عامل مستشفى قريب حيث تم نقل معظم الضحايا يخبر فيه أحد رجال الإطفاء لإحضار الحالات المصابة بالصدمة فقط، وفي وقت لاحق قال أحد مراسلي الشرطة لمسؤول لم يذكر اسمه بأنهم يتلقون تقاريرًا تفيد بوجود إطلاق نار في المستشفى وانتهى البلاغ بكونه غير صحيح.
وكشفت وسائل الاعلام أن المكالمات التي جرت بالرقم 911 هي سجلات عامة وفقا لقانون ولاية فلوريدا وأن إطلاقها سيساعد الجمهور على تقييم استجابة الشرطة للمذبحة، فيما أوضح مسؤولو المدينة في البداية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أصر على أن الكشف عن المكالمات سيعرقل التحقيقات، إلا أنه أوضح في وقت سابق من هذا الشهر أن حجب السجلات لم يعد ضروريا، وكشف مكتب مقاطة أورانج الذي ساعد شرطة أورلاندو في الاستجابة لحادث الملهى عن آخر اتصالات خاصة بالحادث لـ 911 بما في ذلك مكالمات تصدر للمرة الأولى من المحاصرين داخل الملهى.