نيروبي ـ عادل سلامه
كشف مسبار صنداي بيوبل عن مئات الآلاف من الأطفال الذين يحيون فى ظروف شاقة ونقص في التغذية، وكل هذا بسبب شغف العالم بالشكولاته، ويعتقد أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشرة يتركون المدارس، للعمل من أجل الحصول على ثروة في المزارع الشاسعة التي تجمع قرون الكاكاو، حيث أنهم يقضون 12 ساعة في اليوم، في درجة حرارة خانقة ليتربحوا أقل من 2 جنيه استرليني.
وبعضها لا يتلقي أي أموال على الإطلاق من قبل زعماء عديمي الضمير في حين أن شفرات الحلاقة والمبيدات التي تهدد بالعمى هي التهديدات المستمرة التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال ومن المعروف أن آخرين قد ماتوا من العمل لمدة أشهر في النهاية دون عطلة أو حتى أيام قبالة، ويذكر ان استخدام عمالة الأطفال فى ساحل العاج فى غرب أفريقيا يغذيه عاملان، واحد هو اختيار الأسر الفقيرة يجب أن تقوم بارسال أبنائهم، إلى المدرسة أو الخروج للعمل لتحقيق المزيد من النقود.
والآخر هو عائد الشوكولاته الذي يبلغ 4 مليار جنيه استرليني، من المملكة المتحدة حيث انها تستهلك 660000 طن سنويًا، وهذا كله يتعارض مع انخفاض أسعار الكاكاو العالمية بنسبة 40 في المائة، وهي أكبر أزمة في هذه الصناعة خلال عقد من الزمان، وهو ما يثير المخاوف من زيادة الاستغلال، أطفال الكاكاو من بين 700000 شخص، يعملون في الأدوار الزراعية، بما في ذلك العمل على مزارع شجرة المطاط.
وقالت رئيسة قسم حماية الأطفال فى ساحل العاج التابعة لليونيسيف ميراندا ارمسترونغ "ان السبب الجذرى لعمل الاطفال واستغلال الاطفال هو الفقر، في كثير من الأحيان، يجب على الآباء أن يجعلوا من المستحيل اختيار إرسال أطفالهم إلى المدرسة أو العمل. ومع انخفاض اسعار الكاكاو، تشعر اليونيسف بالقلق من ان الاطفال المعرضين للخطر سيواجهون مخاطر متزايدة "، في مزرعة بالقرب من مدينة سان بيدرو الساحلية التقينا ريمي كومبادر يعمل لساعات في مزرعة عمه، وكان عمره 14 عامًا، وهو أمضى ثلاثة أشهر في حقول الكاكاو بعد إرساله 600 ميل من قبل عائلته من بلد بوركينا فاسو المجاور، يعمل من 7:00 صباحا حتى غروب الشمس كل يوم يعمل ريمي تحت أشجار الكاكاو، لجمع قرون الكاكاو لعمه في مزرعته.
وتقف المزرعة على رقعة من الأراضي في جنوب غرب ساحل العاج، حيث تنتج 30 في المائة من الكاكاو في العالم. وينتمي إلى شركة تعاونية مكونة من 1000 مزارع التي تزود عدة ملايين جنيهات لتجار الجملة، وأصرت الشركة على أن التصدي لاستغلال الأطفال هو أولوية، وأن "ريمي" لم "يشارك في أعمال خطرة أو ثقيلة يمكن تصنيفها على أنها غير ملائمة للعمر". كما ادعى لوران ويدراوغو (30 سنة) أنه اضطر إلى العمل لأنه يكره المدرسة.
وقال لوران: "قبل أن يغادر المنزل كان يعمل في الحديقة، وإن والده كان محترمًا، إلا انه الآن يرفض الذهاب إلى المدرسة لذلك يجب أن يعمل في المزرعة. ريمي هو واحد من ما يقدر بنحو 1.4 مليون طفل يعتقد المسؤولون أنه يمكن استغلالها في ساحل العاج، اكتشفنا التحقيق أنها غالبا ما يتم جلبها من جميع أنحاء غرب أفريقيا ويكونوا من المحظوظين، إذا حصلوا على ما يصل الى 13 جنيه استرليني في الأسبوع. اكتشفنا أيضًا أنهم معرضون لخطر المبيدات، التي يمكن أن تسلبهم بصرهم وتسبب مشاكل في التنفس، وقالت دجين بي، العاملة الاجتماعية في وزارة حماية الطفل في ساحل العاج: "غالبًا ما لا يحصل الأطفال على أي شيء. تعاملت مؤخرًا مع اثنين من بوركينا فاسو واشاروا انهم سيأخذون 120 الف فرنك (160 جنيه استرليني) لمدة عام من العمل. كانوا يناموا في المزرعة، لم يكن لديهم عطلة نهاية الأسبوع أو أي عطلات. لكن عندما انتهى العام رفض المالك الدفع. هذا يحصل طوال الوقت. هناك بعض الأطفال يموتون من الإفراط في العمل ".
يحصل المزارعون على زيارات منتظمة من منظمة أنادر المدعومة من منظمة يونيسف التي يحاول خبراءها تثقيف المزارعين في تقنيات أفضل للسلامة والإنتاج. واشترى داودا واتارا، 36 عاما، مزارعه التى تبلغ مساحتها ثمانية هكتارات فى عام 1996، ودفع ابناءه الاربعة هناك. ابنته عائشة، التي تبلغ من العمر 17، تساعده على تجريد القشر الخارجي من جراب الكاكاو وسحب الفاصوليا البيضاء.
ثم يتم لفها في أوراق الموز لمدة ستة أيام حتى يتمكنوا من التخمر، لتحسين نكهتها، وهي عملية التحميص في الشمس لمدة أسبوع ثم تعبأ في أكياس هيسي يسمى "الجوت" التي تحتوي على حوالي 100 حبة محصول لكل منهما، وقالت عائشة: "وصلت في السادسة صباحا وأعمل لمدة 12 ساعة. اعمل كل يوم." ومن المفترض أن تكون منتجات داودا مصدقة حتى يعرف تجار الجملة أن حبوبهم لا تنطوي على استغلال الأطفال. ولكن بما أن الكاكاو يمر بسلسلة من المزارع إلى المشتري، فان تاجر الجملة، المصدر، والمستورد والشركة المصنعة، يكاد يكون من المستحيل ان يتتبعوا حيث تم حصادها.
وتعترف العديد من شركات الشوكولاته الكبيرة بأنه "من الصعب ضمان" أنها أزالت جميع مخاطر عمل الأطفال، في المزارع الصغيرة في سلسلة التوريد الخاصة بهم، ومنذ أكثر من عقد من الزمان، وعدت هذه الصناعة بحملة قمع بعد أن برزت تهريب الأطفال، إلى ساحل العاج وبيعها إلى العمل الجبري، غير أن بعض المصادر تدعي أن عدد الأطفال الخاضعين لعمل الأطفال، قد بلغ 21 في المائة بين عامي 2009 و 2014.
ويقول المسؤولون إن بعض الشباب يستغلون بلا رحمة في المدن، ويتم عمل الفتيان لحرق الفحم وتحميله بينما تعمل الفتيات كمديرات منازل بأقل من 50 جنيهًا في اليوم، ويعاني الكثيرون من عقوبات قاسية، حيث اشارت إحدى الفتيات الصغيرات، أنها عقبت بالحديد الساخن لكونها عصيبة.