لندن ـ كاتيا حداد
حذرت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، من إمكانية عودة مقاتلي تنظيم "داعش" المتطرف إلى أوروبا، وذلك أثناء زيارتها المفاجئة إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث قالت إن بريطانيا تزيد من جهودها لوقف انتشار المجاهدين في أنحاء الشرق الأوسط، بجانب تتبع انتشار الإعلانات التابعة للتنظيم على الإنترنت، كما رفضت التأكيد على عدم تخفيض عدد القوات في العراق، أثناء زيارتها لأحد القواعد العسكرية حيث يتمركز الجنود البريطانيين.
وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيسة الوزراء لمنطقة حرب سرية، حيث هبطت طائرتها بالقرب من بغداد في منطقة سلاح الجو البريطاني من الأردن، وتحدثت مع نحو 600 جندي بريطاني يساعدون في تدريب قوات حفظ الأمن العراقية، وذلك قبل أن تعقد لقاء مع حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، حيث قالت "من الواضح أننا نعمل سويا لهزيمة داعش"، وتأتي زيارتي في لحظة مهمة حيث نشهد انهيار دولة الخلافة من خلال فقدانها مدينتي الموصل والرقة".
وأضافت" نريد ضمان أن العراق في المستقبل يمكنه البقاء دولة قوية ومستقرة وموحدة، حيث توفير الأمن والوظائف والفرص والتي يريدها كل العراقيين ويستحقونها، ورأينا نجاحا عسكريا كبيراضد داعش، ولكن علينا إدراك أن التهديد لا يزال قائما، وعلينا بالتأكيد التعامل مع مشكلة انتشار مقاتلي التنظيم في كل مكان".
وكانت أخر زيارة لرئيس وزراء بريطاني للعراق من قبل غوردون براون، في عام 2008، قبل وقت قصير من مغادرة معظم القوات البريطانية، بعد ست سنوات من التدخل في جنوب العراق، ومع خسارة تنظيم داعش للمعركة في العراق وسورية، ألتزمت ماي بمساعدة دول الجوار؛ لوقف تدفق الناس والذين ربما يحاولون الوصول إلى بريطانيا، وبالتالي أعلنت عن مبلغ 10 مليون جنيه إسترليني كمساعدة للعراق في مكافحة الإرهاب على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وسوف تعمل المملكة المتحدة مع شركائها في المنطقة من أجل ضمان سيطرة أقوى على الحدود.
وأكدت ماي أن هذا سيضمن التعرف على المقاتلين الأجانب وإيقافهم، قبل أن يضروا غيرهم من الناس، ومن ثم يمكن التحكم في عودة النساء والأطفال، كما تعهدت بمواصلة دعمها لشركات الإنترنت لإزالة المحتويات الإرهابية بعد رفعها على المواقع في خلال ساعتين، ومنعها من الانتشار على شبكة المعلومات الدولية، وأيضا ستواصل المملكة المتحدة دعم قوات الأمن العراقية في أماكن مثل أكاديميات الدولة العسكرية، لافتة إلى أن"النجاح العسكري ضد داعش يعني أنه فقط بشكل كبير السيطرة على الأراضي والسكان والموارد، والتي سمحت لهم بأن يصبحوا تهديدا للعراق والمنطقة وأوروبا، ولكننا نتوقع دائما أن يتطور التهديد الذي يشكله داعش، واستجابة لنجاحنا العسكري، فقد أصبح التنظيم أكثر انتشارا وعضوية وشبكية، وبالتالي المملكة المتحدة ملتزمة بمواجهة تفريق المقاتلين الأجانب من العراق وسورية، وليس فقط هزيمتهم عسكريا".
ورفضت رئيس الوزراء ثلاث مرات الحديث عن ضمان عدم خفض أعداد القوات البريطانية، وقالت" نحن نتحدث عن زيادة كمية الأموال التي ننفقها على الدفاع، وسنحافظ على هذا الالتزام، وكذلك الالتزام بدفع 2% من الناتج الإجمالي المحلي لـ"الناتو"، وما نقوم به هو النظر في التهديدات التي تواجهنا والقدرات التي نحتاجها حتى نتمكن من مواجهة تلك التهديدات".
وأثناء الزيارة، شاهدت ماي تدريب القوات البريطانية لقوات الأمن العراقية على اكتشاف وتفكيك الأجهزة المفخخة، بعد مشاهدة أحد الجنود البريطانيين يستخدم أجهزة الكشف عن المعادن، وتناولت فنجانا من القهوة خارج مقر القوات البريطانية، وفي اجتماع مع العبادي في قصر الحكومة العراقية في بغداد، أشادت بشجاعة وتضحية قوات الأمن العراقية، مؤكدة على فخرها بالدور الذي تلعبه المملكة المتحدة لدعم العراق في هذا المسعى وكجزء من التحالف العالمي ضد داعش، علمًا أنها ستواصل رحلتها التي تستغرق ثلاثة أيام في الشرق الأوسط، وتشمل المملكة العربية السعودية، قبل أن تعود إلى العاصمة الأردنية عمان.