هراري ـ عادل سلامه
تنحى الرئيس الزيمبابوي، روبرت موغابي، من الحكم في نوفمبر/ تشرين الثاني، ورغم ذك يظل نمط حياته باهظا وكذلك زوجته غريس، والتي يقال إنها تستمر في استمداد ثروتها من فقراء البلاد، وكان ذلك السبب الرئيسي في مطالبة الشعب برحيله. وقرر الرئيس الجديد للبلاد تخصيص نحو 25 شخصا من بينهم سائقون وأمناء وخادمون وبستانيون، وحراس شخصيين، للعمل لدى موغابي وزوجته، وهم يعيشون مع أطفالهم الثلاثة في منزل فخم يتكون من خمس غرف نوم وثلاث غرف للضيوف.
وأصدر الرئيس إميرسون منانغاغوا، مرسوما في الصحيفة الرسمية للبلاد يؤكد أن الرؤساء السابقين الذين خدموا فترة كاملة واحدة على الأقل، وهي فئة تضم موغابي فقط، لهم الحق في الحصول على رعاية طبية خاصة وجوازات سفر دبلوماسية ، وأربع رحلات دولية من الدرجة الأولى. وحصل هذا المرسوم على إدانة واسعة في جميع أنحاء زيمبابوي، والتي كادت على وشك الإفلاس أثناء فترة حكم موغابي، بعدما كانت سلة طعام أفريقا، وتمتلك أعلى معايير التعليم في القارة الأفريقية.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية المستقلة في الشهر الماضي أن موغابي حصل على 10 مليون دولار أميركي، مكافأة تقاعدية، وهي جزء من صفقة لإقناعه بالاستقالة، ولكن الحكومة نفت هذه الإداعاءات، وكجزء من مجموعة جديدة سيكون لدى موغابي ثلاث سيارات، مرسيدس بينز أس 500، أو ما يعادلها من السيارات الأخرى، وسيتم تغيرها كل خمس سنوات، كما ستدفع الحكومة أيضا ثمن الوقود.
ووافق موغابي على إفساح الطريق لنائبه مقابل الحصول على ضمانات خاصة بالأمن والبدلات المالية السخية لأسرته بعد وفاته، ويعيش الآن في منزله الخاص في ضاحية بورديل منذ تنحيه. وكان سقوط موغابي بمثابة صدمة في جميع أنحاء العالم، حيث وافق على الاستقالة بعد بقائه 37 عاما في السلطة. وتزامنت تفاصيل حزمة التقاعد الساخية مع الأخبار التي تفيد بأن رئيس الجيش الذي قاد الانقلاب ضده سيترشح ليصبح نائبا للرئيس، حيث ساعد الجنرال كونستانتينو تشويوينغا، في تسلم السلطة إلى السيد منانغاغوا، وإخراج موغابي وزوجته من السلطة.
وتمكنت غريس من الإطاحة بالسيد منانغاغوا، والمعروف باسم التمساح حين كان نائبا لزوجها، ولكن بعد إجبار زوجها على التنحي عاد منانغاغوا إلى البلاد، مما شكل خطرا على الحياة السياسية لغريس، وفي النهاية أصر البرلمان والجيش على رحيل موغابي. وكانت غريس تعمل سكرتيرة وتبلغ من العمر 20 عاما حين رأها موغابي للمرة الأولى في أواخر الثمانينات، وأصبحت حاملا في طفله الأول وهو متزوج من زوجته الأولى سالي، وبحلول عام 1996 تزوجها في حفل فخم حين توفيت زوجته الأولى، وسرعان ما أصبحت معروفة بحبها للتسوق، حيث تصل فاتورة تسوقها في العاصمة الفرنسية باريس إلى 75 ألف جنيه استرليني.
وعرفت بتصرفاتها العدائية أخيرا، إذ في عام 2009، وجهت لكمة بخاتمها الألماس في وجه مصور بريطاني، وفي أغسطس/ آب الماضي، اعتدت على عارضة أزياء من جنوب أفريقيا. وبالإضافة إلى البدلات السخية التي حصل عليها موغابي وعائلته من حكومة زيمبابوي، يمتلك سلسلة من العقارات، بما في ذلك في دبي وجنوب أفريقيا.