بيروت ـ رياض شومان
تسجِّل أعداد اللاجئين السوريين في لبنان يومياً ارتفاعا ملحوظاً يتوقع أن يقترب عددهم الى المليونين في الأشهر المقبلة. ولعل لجوءهم في غالب الاحيان الى اماكن سكن غير مجهزة، لا تستوفي شروط السلامة العامة بسبب عدم اقامة الدولة اللبنانية مخيمات منظمة ومجهزة نظراً الى جاهزيتها لهكذا حالات وضعها الاقتصادي والمالي الصعب، فقد باتت الحوادث المنزلية تشكل مخاطر كبرى على حياة اللاجئين، لا سيما منها مخاطر الحرائق التي تحدث بمجملها عن اخطاء وحوادث قضاء وقدر وضحاياها غالبيتهم من الاطفالا والاولاد والسيدات ربات المنازل والعجزة غير القادرين على التحرك بسرعة عند حصول هكذا حوادث.
وقد شكل هذا الوضع تحديا كبيرا بالنسبة إلى الفريق القطري العامل في لبنان بتوجيهات من امير دولة قطر على تقديم المساعدات الاغاثية والانسانية لللاجئين السوريين، وعبر مشروع العيادات النموذجية القطرية للاجئين السوريين ان في وادي خالد - عكار او في زحلة - البقاع .
وتقول مديرة المشروع القطري الدكتورة اميرة الصغير ان هناك ارتفاعا ملحوظا بعدد السوريين الذين يتعرضون في شكل شبه يومي إلى مخاطر الحوادث المنزلية الطارئة، لا سيما منها الناتجة عن الحرائق. حيث ان مستوصفي المشروع القطري في عكار والبقاع يستقبلان يوميا اطفالا واولادا ونساء قد تعرضن لحروق بعضها بدرجات خطرة وذلك نتيجة حوادث منزلية بالامكان تفاديها والتقليل من مخاطرها على صحة اللاجئين .كما ان العديد من المستوصفات والمستشفيات في مناطق لبنانية عدة تستقبل حالات مماثلة.
ولفتت الى انه "نتيجة لهذا الواقع عمدنا الى تنظيم سلسلة من حلقات التوعية على هذه المخاطر في العديد من تجمعات اللجؤ السوري في منطقتي وادي خالد وفي محافظة عكار وفي منطقة البقاع".
وقد توجهت هذه الحلقات في شكل اساسي الى النساء، حيث كانت شروحات من قبل خبراء ومطلعين على هذا الامر الذين اعطوا توجيهات اساسية لطريقة ادارة الاعمال المنزلية داخل خيم اللاجئين ، والسبل الكفيلة بتفادي هذه المخاطر، خصوصاً لجهة ابعاد الاطفال والعجزة عن امكانية التعرض لهذه المخاطر عند اية حوادث طاررئة ممكن حصولها .
واكدت ان هذه الحلقات ستتابع وفي شكل دوري ومنظم وقد تم اتخاذ كل الترتيبات كي تطال هذه الندوات الارشادية القسم الاكبر اماكن تواجد اللاجئين . وهناك فريق عمل متكامل يسعى لمعرفة كل التفاصيل المتصلة بتكرار هذه الحوادث وسبل مواجهتها. بما يخفف من المخاطر الصحية على النازحين .