لندن - كاتيا حداد
كشفت وسائل إعلام بريطانيّة أنّ تأخر وصول الشرطة التونسية إلى موقع الحادث التخريبي منح مرتكب المذبحة 47 دقيقة إضافية لقتل 17 من المصطافين الجرحى الذين كانوا يتشبثون بالحياة حتى عاد القاتل إلى الشاطىء ورماهم بالمزيد من الرصاص.
واستغرقت الشرطة وقتًا طويلًا في التعامل مع المتطرف سيف الدين رزقي قبل أن تتمكن من قتله في النهاية. وعبر شريط فيديو يعد من الأدلة ويتضمن آخر 11 دقيقة في حياة رزقي ويرصد هياجه قبل قتله، جرى الكشف عن كيف قتل المسلح التابع لتنظيم "داعش" 21 شخصا في الدقائق العشر الأولى.
وعندما لم يوقفه أحد، عاد إلى الشاطئ وأطلق أعيرة نارية على الجرحى للتخلص منهم.
وقدرت تقارير تواجد ما يصل إلى 17 ضحية على قيد الحياة حتى تلك اللحظة، إذ كان إجمال الضحايا 38 قتيلا و 39 جريحا.
ونشرت صحف عربية مجموعة تقارير عن غياب الشرطة التونسية عن الحادث، وبيّنت أنّ الرعب بدأ في الساعة 11:45 من صباح الجمعة عندما ظهر طالب الهندسة البالغ من العمر 23 عاما، في قميص أسود وسروال، ووصل إلى الشاطئ مع بندقية من طراز ""AK47 مخبأة في مظلة. وتظهر سجلات الهاتف انه أجرى اتصالا لعشر ثوان في 11:53 لمتواطئين مجهولين، وربما يشير إلى أنه كان على وشك البدء في عمليات القتل.
وأطلق رزقي طلقتين اختبار في الرمال، مما أثار انزعاج المصطافين، نظروا إليه فرأوه يوجه سلاحه نحوهم. وفي غضون ثوان، كان قد قتل ثمانية سياح، وسط حالة من الفوضى.
ووفقا لأحد الشهود، كانت الشرطة التونسية على الساحة في ذلك الوقت لكنها فشلت فشلا ذريعا في منعه.
وأبرز فريد الأسود، 44 عاما، الذي يعمل على تأجير الزلاجات النفاثة، "كان اثنان من ضباط الشرطة الحرس الوطني في قارب مطاطي في البحر، وشهدا بدأ الهجوم".
وأضاف "الحرس الوطني رأى المتطرف للمرة الأولى، وأعتقد أنهم أخطروا السلطات ولكنهم لم يكن لديهم أي بنادق بحيث يمكنهم التعامل معه".
ولكن في غضون دقيقة واحدة من وصول المسلح إلى منطقة حمام السباحة، قيل إنه أسقط عشرة أرواح أخرى، ولفتت مصادر إلى أنّ رزقي كان يحمل أربعة مخازن من الرصاص، بإجمال 120 طلقة. ومن الممكن أنه كان يستحوذ أيضا على سلاح ناري.
وخلال الوقت النهائي للهجمة قتل رزقي كل الناجين الذين تمكن من العثور عليهم. وحتى الآن، كان على بعد 20 دقيقة فقط منذ بدء المجزرة قبل أن تجهز عليه من قبل الشرطة، وكان حرًا للتجول والقتل لمدة 27 دقيقة.
وأعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي فتح تحقيق في "الإخفاقات الأمنية". وكشف أنه كانت هناك خطة لتعزيز الأمن في منتجعات الشاطئ، ولكن بشكل مأساوي، لم تدخل حيز التنفيذ حتى يوم الحادث.