لندن - كاتيا حداد
كشف نجل اثنين من الأجداد المحتجزين لدى تنظيم "داعش" عن أنَّ والديه خُدعا للذهاب إلى سورية مع 10 من أفراد الأسرة، من مدينة "لوتون" البريطانية. وكان محمد عبدالمنان (75) عامًا، وزوجته منيرة خاتون (53) عامًا وابنتهم راجية خانوم (21) عامًا، و5 أبناء آخرين سافروا إلى سورية للانضمام إلى تنظيم "داعش"، واختفت الأسرة ولم يتم تحديد موقعهم بعد زيارتهم إلى وطنهم بنغلاديش في 17 أيار/ مايو الماضي.
وأكدت العائلة في بيانٍ لها، الأسبوع الماضي، وجودها في سورية وحثوا المسلمين على الانضمام إليهم هناك، إلا أنَّ أحد أفراد العائلة، شاليم حسين، الذي لم يسافر، أوضح أنَّ عدد من أفراد عائلته تم أخذهم إلى هناك رغما عنهم وبخاصة والديه كبار السن الذين تم اقتيادهم في سيارة van.
ويُعتقد أنَّ السيد محمد عبدالمنان هو أكبر بريطاني انضم إلى تنظيم "داعش"، إلا أنَّ نجله أوضحه، في حديثه الحصري لقناة "ITV News" أنَّ والده فعل ذلك مُكرها. وبكى السيد حسين عند وصفه محادثته الهاتفية مع والده، الذي أكد له أنَّه أُجبر على ركوب السيارة من مقاتلي "داعش" في فندق في إسطنبول وتم فصله عن بقية العائلة، وقيل له أنَّه حر ويمكنه الرجوع إلى بريطانيا لكنه رفض أن يترك بقية أفراد الأسرة بمفردهم.
وأضاف السيد حسين: كان من المقرر أن يقضوا يومين ثم يعودوا إلى بريطانيا في الليلة التالية حتى جاء بعض الأشخاص المجهولين إلى الفندق، وأخذوا أفراد العائلة إلى الطابق السفلى، وعندما تسأل الأجداد إلى أين تأخذون الأطفال؟، فأجابوهم لا تقلقوا يمكنكم الرجوع إلى انجلترا، وعندما بكى الوالدين قائلين: أرجوكم أعيدوا لنا أفراد عائلتنا وأطفالنا، وعندما توسلوا إلى المجهولين قالوا لهم: حسنا يمكنكم أن تأتوا معنا، وبمجرد الخروج من الفندق كان هناك سيارتين بالخارج وتم اقتيادهم فيها.
وتابع السيد حسين: والدي رجل مُسن عمره 75 عامًا، هو ضعيف ولا يرغب في التواجد في هذا البلد، جميعنا نعرف أنه قد تم خداعه للذهاب إلى هناك، إنها ليست رغبة والدي، إنه مضطرب كثيرا ويبكى يوميا هو لا يعيش في سلام، أين هم الآن؟، إنهم لا ينامون ، كل ما يفكرون به هو العائلة، هم لا يتخيلون كيف انتهى بهم الحال إلى هذا المكان وهذا الوضع، والدتي كذلك، هذه السيدة وأبنائها وأطفالهم كيف يذهبون إلى منطقة حرب مثل هذه، ولماذا يأخذون الأطفال منهم، إنه مكان غير آمن ، نحن مضطربون للغاية .. أنا لا أفهم شيء.
وهناك مجموعة من 3 أطفال بين أفراد تلك العائلة غير معلوم أسمائهم أعمارهم تتراوح بين عام إلى 11 عامًا، أما الأبناء فهم محمد زياد حسين (25) عامًا، محمد توفيق حسين (19) عامًا، محمد أبوالقاسم صقر (31) عامًا، محمد صالح حسين (26) عامًا، والأخير اسمه غير معلوم، ومن بين المفقودين من الأسرة أيضا زوجة أبوالقاسم شاكر، شيدا خانام، (27) عامًا، وزوجة محمد صالح حسين، روشانارا بيجوم (24) عامًا، واثنين من الأحفاد في عداد المفقودين أيضا.
وتبين أخيرا أنَّ الشرطة داهمت منزل العائلة، وأوقفت الشرطة واحدا من أفراد العائلة قبل مغادرته من مطار "هيثرو" في نفس اليوم الذي غادروا فيه متجهين إلى بنغلاديش. وأوضح السيد حسين أنَّه لا يظهر على أسرته أيَّة علامة توحي بكونهم من المتطرفين، مضيفًا: أنَّه شيء غير عادى، إن كنت قد عثرت على أي شيء يوحي بتطرفهم كنت سأوقفهم عن فعل هذا، الشرطة أيضا لم تجد أي إشارة مشبوهة تثير الشك.
وتابع: غرف المنزل كما هي، لا شيء مفقود فيها، إذا رأيت المنزل ستعلم أنهم كانوا سيعودون إلى منزلهم بشكل طبيعي، إذا نظرت إلى كل شيء في المنزل، ستجده مملوء بالملابس، ليس هناك شيء مفقود، كل شيء يخبرك بأنهم سيعودون إلى منزلهم، وأنهم ذاهبون في إجازة لمدة أسبوعين فقط، وناشد السيد حسين عائلته بالرجوع، مضيفًا: أطالب بعودتهم بأمان، لا يمكنني وصف حالتي السيئة