لندن - سليم كرم
وجّهت الشرطة في بريطانيـا ضربة قوية لأكبر خلية متطرفة بريطانية علي صلة بالعقول المدبرة للأحداث الدامية في باريس وبروكسل، في أعقاب إختراق هاتف محمول مستخدم من قبل أحد المهاجمين. وقام ضباط الشرطة بالإنقضاض علي أربعة رجال وسيدة من برمنغهام وإحتجازهم بعد الإشتباه في كونهم ذراع الجماعة المتشددة في بريطانيـا التي إشتركت في قتل 162 شخصًا في باريس وبروكسل خلال موجة من الهجمات المسلحة والتفجيرات الإنتحارية.
وتعد هذه المداهمات تأكيدًا علي المخاوف من نشاط تنظيم "داعش" في بريطانيـا، بعدما تبين أن الخلية كانت تخضع للمراقبة لمدة أربعة أشهرٍ علي الأقل. وذكرت الشرطة بأنه لم تكن هناك أهدافاً محددة، إلا أن الهواتف المحمولة للمشتبه بهم كانت تتضمن صوراً لملعب كرة القدم ومراكز للتسوق،
فيما تأتي التطورات المثيرة بعد أشهرٍ من المراقبة السرية في أعقاب القبض علي محمد عبريني، والذي لعب دوراً أساسياً في هجمات باريس وبروكسل. وزعم مسؤول أمني أوروبي أمس بأن عبريني قد عقد رحلات متعددة إلي برمنغهام Birmingham العام الماضي للقاء الإرهابيين المشتبه بهم، كما كشف أيضاً عن تحرك ضباط الشرطة سريعاً مع وصول أحد المشتبه بهم الإرهابيين إلي مطار غاتويك Gatwick في الساعات الأولي من صباح يوم الجمع، وأدلة حاسمة من علي الهاتف المحمول لمحمد عبريني هي ما قادت إلي القبض علي المشتبه بهم في بريطانيـا، اضافة الى ان إثنين علي الأقل من الأعضاء الرئيسيين في خلية تنظيم داعش الأوروبية زارت برمنغهام في الأشهر التي سبقت الهجوم على باريس في تشرين الثاني / نوفمبر
وكانت الشرطة قد وصلت إلي مطار غاتويك في الوقت الذي كان فيه الإرهابي المقبوض عليه والبالغ من العمر 26 عاماً عائداً علي متن إحدي رحلات إيزي جيت Easyjet من مراكش Marrakech. وصعد ضباط الشرطة الطائرة لدي وصولها إلي المطار قادمة من المغرب وقاموا بإعتقال الرجل.
ووفقاً لأحد المصادر، فقد كان المشتبه به يتصرف بشكل تلقائي خلال رحلته، وأجري محادثة مع سيدة جلست بجواره، ثم إستغرق بعدها في النوم. وفي الليلة الماضية، كانت هناك عمليات بحث عن منزل سائق تاكسي ضمن مداهمات مكافحة الإرهاب في برمنغهام. وأوضح الجيران بأن رجلاً متزوجاً ولديه أربعة أبناء قد تم إلقاء القبض عليه مساء الخميس.
وقالت شرطة ويست ميدلاندز West Midlands بأن الضباط المتعاونين مع جهاز الإستخبارات البريطاني MI5 والسلطات الفرنسية والبلجيكية قد تحركوا في عملية لمواجهة أي تهديد للمملكة المتحدة ، وذلك في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها أوروبـا. وأسفرت العملية عن القبض علي ثلاثة رجال أعمارهم 26 و 40 و 59 فضلاً عن سيدة تبلغ من العمر 29 عاماً مساء الخميس في برمنغهام.
ونجحت الأجهزة الأمنية في بلجيكا قبل أقل من إسبوع في إلقاء القبض علي محمد عبريني الذي ظهر علي شاشات المراقبة داخل مطار بروكسل وهو يرتدي قبعة، مع إعترافه بأنه كان هو الرجل الثالث المشارك في الهجوم. كما أنه علي علاقة بهجمات تشرين الثاني / نوفمبر التي وقعت في باريس، وأشارت مصادر إستخباراتية فرنسية بأن عبريني قد إلتقي بمتشددين إسلاميين في برمنغهام قبل أربعة أشهرٍ من وقوع الهجمات المسلحة والتفجيرات الإنتحارية في العاصمة الفرنسية والتي خلفت 130 قتيل. وقالوا بأن عبريني البالغ من العمر 31 عاماً وهو البلجيكي من أصول مغربية قد عقد زيارة إلي ويست ميدلاندز في تموز / يوليو الماضي قبيل العودة إلي فرنسـا، وهو ما تصاعدت معه المخاوف من وجود دعم بريطاني للخلية الإرهابية المعروف ضلوعها في كلا الهجمات التي شهدتها العواصم الأوروبية.
وبينما كان لا يزال هارباً، فقد صرحت رئيسة الإنتربول ميراي باليسترازي للبي بي سي BBC بأن الصور لملعب كرة القدم الغير محدد قد وجدت علي هاتف عبريني Abrini. وحاول ثلاثة من منفذي هجمات باريس دخول ملعب فرنسا خلال المباراة الودية التي جمعت بين منتخبي فرنسا وألمانيا قبل تفجير أنفسهم في الخارج.
ويعتقد بأن عبريني وهو ثاني أعضاء الخلية الإرهابية قد وصل إلي بريطانيـا بعدما تبين بأن العقل المدبر لهجمات باريس وهو عبد الحميد أباعود كان متواجداً أيضاً في برمنغهام و لندن في الأشهر التي سبقت هجمات تشرين الثاني / نوفمبر. وسقط أباعود البالغ من العمر 28 عاماً من أصول مغربية أيضاً قتيلاً خلال مداهمة للشرطة الفرنسية، بعد إسبوع من هجمات باريس. ومن المعروف بأنه عقد زيارة إلي برمنغهام في تشرين الأول / اكتوبر وإحتفظ علي هاتفه المحمول بصور للمواقع في المدينة بما في ذلك مراكز التسوق و ملاعب كرة القدم.
وإرتبط عبريني منذ الطفولة بصداقة مع صلاح عبد السلام البالغ من العمر 26 عاماً والذي هرب أيضاً بعد عمليات القلت في باريس ولكن تم إعتقاله في بروكسل قبل أيام من الهجمات التي إستهدفت المطار ومحطة مترو الأنفاق في المدينة. كما أن عبريني متهم أيضاً بمرافقة إثنين من الإنتحاريين داخل مطار بروكسل قبل أن يخلف وراءه قنبلة بداخل حقيبة ويعود إلي المدينة. وذكر للمحققين بأن القبض علي عبد السلام في 18 من آذار / مارس قد دفع المتآمرين لتغيير خطط الهجوم الذي وقعت أحداثه بعد أربعة أيام في بروكسل وأسفر عن مقتل 32 شخصًا، وأصدر قاضي بلجيكي حكمه الخميس بإستمرار إحتجاز عبريني وستة من المشتبه بهم الآخرين المقبوض عليهم علي خلفية هجمات باريس وبروكسل لمدة شهر آخر. بينما وصف مسؤولون في الحكومة البريطانية الليلة الماضية الاعتقالات في بريطانيا بالمهمة.