واشنطن - رولا عيسى
أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" سلسة من الصور من أرشيفه خلال هذه الفترة، لتسليط الضوء على أوجه التشابه الصارخ بين الأوضاع السابقة منذ إنشائه عقب الحرب العالمية الثانية والحالية للأطفال، الذين طالما كانوا يحتاجون إلى المساعدات والعائدات، وفقا لما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأصبح صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" مرادفا لحقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم بعد أن تأسس في عام 1946 بفضل تصويت بالإجماع في الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبهدف مساعدة الأطفال الذين يعانون من الفقر، والفارين من العنف لمدة 70 عاما، وتقرر حينها أن يقدم صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة ـ كما كان يعرف آنذاك ـ إغاثة قصيرة الأجل للأطفال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
كانت موجة الهجرة التي اندلعت في جميع أنحاء أوروبا أعقاب الحرب العالمية الثانية لم يسبق لها مثيل، إذ شكلت أكبر حركة تحركات سكانية في التاريخ الأوروبي. وفي ذلك التوقيت، هرب الأطفال والأسر من العنف الدائر في اليونان، فضلا عن عن مئات الآلاف من الناجين من المحرقة "هولوكست" الذين غادروا ألمانيا، واحتلال الزعيم أدولف هتلر النازي لبولندا بعد أهوال في مخيمات اللاجئين، وشهدت هذه الفترة عودة كثير من الناجين اليهود إلى بيوتهم ليجدوها محتلة، كما أنهم لم يكونوا موضعا للترحيب..
وخلال شتاء 1946-1947، كان لا يزال ملايين النازحين بلا مأوى ومأكل وملبس أو وقود، فضلا عن معاناة الأطفال بشكل خاص، إذ توفي نصف أعداد الرضع قبل بلوغهم عامهم الأول في بعض المناطق الأكثر تضررا، وكان "يونيسف" كما هو الآن، يموَّل بالكامل من التبرعات، وعندما لُبيت احتياجات أطفال أوروبا فور انتهاء الحرب، استمر "يونيسف" في عمله بعد الحرب، بوصفه صندوقا تابعا للأمم المتحدة، والوكالة الحكومية الوحيدة المخصصة للأطفال، والمفوضة من قبل حكومات العالم لتعزيز وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم.