دمشق ـ نور خوّام
كشفت منظمة "كير" العالمية أن 4 ملايين ونصف المليون لاجئ سوري وما يقرب من 8 ملايين نازح يواجهون تحديا يضاف إلى معاناتهم، بسبب عاصفة ثلجية واسعة المدى ضربت منطقة الشرق الأوسط، وتنخفض درجات الحرارة دون التجمد وتغطي الغيوم القاتمة سماء لبنان والأردن وتركيا وسورية، وتغطي الثلوج مناطق جبلية واسعة هناك".
وأكد مدير المنظمة الإقليمي للأزمة السورية "ريتشارد هاملتون" أن ضعف استعداد اللاجئين لمثل هذه الظروف الجوية ليس متعمدًا، لأنهم لا يملكون المال لشراء الوقود أو إصلاح مساكنهم التي غالبًا ما تكون ذات بنية رديئة.
وأضاف أن "اللاجئين في حاجة إلى مزيد من المساعدة، ولكن لا تزال الاستجابة للأزمة السورية أقل بكثير من المستوى المطلوب. العواصف الحالية التي تمر بها المنطقة تشكل تحديا كبيرا آخر".
وتلقت مطالبة الأمم المتحدة للاستجابة للأزمة السورية تمويلا العام 2005 بما نسبته 56 في المئة فقط، ويواجه اللاجئون شتاءهم الخامس إما في الخيام أو المباني غير المكتملة أو الحظائر، وساعد فريق منظمة كير في المنطقة خلال فصل الشتاء الحالي ما يزيد على 35 ألف لاجئ سوري في الأردن ولبنان وتركيا بتقديم المساعدات الشتوية النقدية والفرشات والبطانيات ومدافئ الغاز والملابس، أما داخل سورية فقد ساعدت المنظمة خلال هذا الشتاء ما يقارب 50 ألف شخص بالمساعدات الخاصة، ولكن لا تزال هناك حاجة ماسة إلى التمويل لتقديم الدعم اللازم بشكلٍ عاجل.
وأوضح تقرير صادر عن المنظمة أنه في الشتاء الماضي أفادت تقارير أن لاجئين سوريين في لبنان، أغلبهم من الأطفال، تعرضوا للتجمد حتى الموت، ولجأ ما يقارب 4.6 مليون لاجئ سوري إلى دول الجوار، ويحتضن تحديدا كل من تركيا ولبنان والأردن الأعداد الأكبر، وكنتيجة للأزمة في سورية فإن أكثر من نصف عدد سكان الدولة شردوا من منازلهم؛ حيث تم وصف الأزمة السورية بأكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
وينشغل اللاجئون السوريون كل شتاء في مخيم الزعتري في الأردن بتصريف مياه الأمطار بعيدا عن خيامهم، ويضعون البطانيات على الأرضيات، ويعتبر الأطفال الذين يشكلون نصف عدد اللاجئين هم الأكثر تضررا من العاصفة الثلجية، خصوصا الذين لا يملكون الأحذية أو الملابس التي تقيهم البرد في المخيمات، فيدوسون في الوحل والبرك المائية التي تتكون من مياه الأمطار بأقدامهم.
وتناشد منظمة كير العالمية المجتمع الدولي بزيادة الالتزام المادي لتلبية احتياجات النازحين واللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في مواجهة شتاء قارس آخر.