واشنطن ـ يوسف مكي
التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش أعمال قمة المناخ في باريس، في اجتماع قصير ناقشا خلاله الأزمة السورية والوضع في أوكرانيا.
وأوضح مصدر مسؤول أن الرئيس أوباما شدد على أهمية استهداف مسلحي "داعش" في سورية وعدم تركيز الضربات الجوية ضد الجماعات المتمردة المعارضة للرئيس بشار الأسد.
وأضاف المصدر أنّ الرئيسين ناقشا ضرورة تحقيق تقدم في عملية فيينا بهدف وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية في سورية".
وكشف المصدر أن أوباما أخبر بوتين أنه يعتقد أن الأسد يجب أن يتنحى عن السلطة كجزء من عملية الانتقال السياسي، ولفت الزعيمان إلى أن وزراء الخارجية سيستمرون في العمل على هذه العملية السياسية.
وأعرب الرئيس الأميركي عن أسفة لوفاة قائد الطائرة الروسية Oleg Peshkov بعد أن سقطت على الحدود السورية التركية بواسطة صاروخ تركي، ونشرت روسيا نظام صواريخ أكثر تقدما في سورية بعد إسقاط طائرتها فيما حث الرئيس أوباما على عدم التصعيد بين روسيا وتركيا، مؤكدًا خلال المحادثات ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية.
وبيّن أن العقوبات ضد روسيا يمكن التراجع عنها عندما توافق على اتفاقية مينيسك لوقف إطلاق النار، وأفاد "الكرملن" أن الزعيمين التقيا لمدة 30 دقيقة على هامش محادثات المناخ.
وتفاقم التوتر السياسي بين روسيا وتركيا عندما رفضت الأخيرة الاعتذار عن إسقاط الطائرة الحربية في سورية، وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، الاثنين، أن الجيش كان يؤدي مهمته في الدفاع عن المجال الجوي لبلاده، وأعرب عن أمله في أن تعيد روسيا النظر في فرض عقوبات اقتصادية ضد المصالح التركية عقب الحادث، موضحا أن منتجع أنطاليا يعتبر الموطن الثاني للسياح الروس في البلاد.
وذكر أوغلو للصحافيين عقب لقائه الأمين العام لحلف "الناتو" ينس شتولتنبرغ، في بروكسل "لن يعتذر رئيس الوزراء التركي أو الرئيس بسبب القيام بواجبنا، وتعتبر حماية الأجواء التركية والحدود التركية واجبا وطنيا وقام جيشنا بواجبه لحماية الأجواء، وإذا رغب الجانب الروسي في الحديث لمنع تكرار أي حادث غير مقصود في المستقبل فنحن مستعدون لإجراء المحادثات".
وجاء الاجتماع بعد أن كشف النشطاء أن الضربات الروسية تقتل المزيد من المدنيين بدلا من مقاتلي "داعش" في سورية منذ بداية حملة القصف الجوي منذ شهرين، وبيّن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن 1502 شخصا قتلوا في الغارات الجوية الروسية في سورية، ويمثل المتمردون المعارضون ومسلحو القاعدة 40% من الضحايا يليهم المدنيين الذين يمثلون 32% من الوفيات جراء الغارات الروسية في مقابل مقتل 28% من مسلحي "داعش" على الرغم من إصرار بوتين على أن روسيا تستهدف فقط مواقع "داعش".
وكشفت وسائل إعلام أن الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الروسية الحربية قتلت 18% على الأقل وأصابت العشرات الأحد في بلدة في شمال سورية يسيطر عليها المتمردون.
وبيّن المرصد السورى لحقوق الإنسان أن الغارات الجوية ضربت مدينة أريحا ما أسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل بينهم أربعة أطفال وجُرح عشرات أخرين، وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الغارات الجوية ضربت سوق مزدحمة وألحقت خسائر فادحة، ولفت المرصد الذى يعتمد على شبكة من الناشطين داخل سورية أن الغارات دمرت ثلاثة مبانِ وسط أريحا.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية في العاصمة دمشق عن الرئيس الأسد تأكيده أنه عازم على مواصلة قتال المتطرفين، مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر هو الخطوة الرئيسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.
وأدلى الأسد بهذه التصريحات خلال اجتماعه الأحد مع على أكبر فيلايتي، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني الأعلى أية الله على خامنئي الذي وصل إلى دمشق في وقت سابق. وتعتبر إيران واحدة من أقوى مؤيدى الأسد على مدى السنوات الماضية.
وأسفر الصراع في سورية عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وأصيب أكثر من مليون منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في العام 2011.