القدس المُحتلّة– وليد أبوسرحان
شرعت سُلطات الاحتلال الإسرائيلي في بناء أكبر مستشفى مُحصّن تحت الأرض في العالم؛ تحسبًا للحرب المُقبلة التي قد تطال فيها صواريخ حزب الله اللبناني أو أيران أو سورية أو حماس مُفاعل ديمونة النووي والمنشآت الكيماوية في ميناء حيفا على البحر الأبيض المتوسط.
ووفق ما كشفته مصادر إسرائيليّة، فإنَّ بناء أكبر مستشفى تحت الأرض في العالم في مدينة حيفا يأتي لخدمة احتياجات حالات الطوارئ، وكواحدة من العِبر المستخلصة من حرب لبنان الثانية.
وأوضح مستشفى رمبام في حيفا، كما أفاد التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ في تقريرٍ أعدّه عن هذا الحدث، أنّه تمّ الانتهاء من وضع أسس المستشفى في عملية دامت 36 ساعة متواصلة، تمّ خلالها صبّ 7 آلاف متر مكعب من الإسمنت المُسلّح.
وبحسب المصادر الإسرائيليّة، يمتد بناء المستشفى على مساحة 20 دونما وبعمق 20 مترًا بمحاذاة شاطئ البحر، وهو بتمويل حكوميّ وتبرعات أثرياء يهود، مشيرة إلى أنه سيكون مستشفى عسكري في زمن حروب إسرائيل، إلا أنّ المبنى سيُستخدم في الأيام العاديّة موقفًا ضخما للسيارات بمساحة 60 ألف مترًا مربعًا، وفي حالات الطوارئ ستُخلى المراكب منه، ويتحول إلى مستشفى طوارئ ويتسع لألفي سرير، وقد تمّ الانتهاء من بناء المستشفى أخيرًا.
ونشر مستشفى رمبام على موقعه الإلكترونيّ، أنّه بسبب ما تعرّضت له إسرائيل في الحروب الماضية، فقد تمّت تدشين أكبر مستشفى مُحصّن في العالم، مُشدّدًا على أنّه خلال 48 ساعة يُمكن للطاقم تحويل المستشفى إلى مستشفى لمُواجهة الحرب الغير التقليديّة؛ حيث يوجد أكثر من ألفي سرير، في حين أنّ أكبر مستشفي في سنغافورة بحسب ما أشار الموقع، يتسّع لـ400 سرير فقط.
وفي مواصلة سُلطات الاحتلال تهيئة الجبهة الداخلية؛ استعدادًا لحرب مُقبلة، يُجرى العمل على قدمٍ وساقٍ لتجهيز وتوسيع مستشفى الجليل الغربي، الواقع في مدينة نهاريا الشماليّة، ومن المقرر أنَّ ينتهِ العمل المكثّف في المستشفى في غضون بضعة أشهر، بحيث سيكون جاهزًا، بحسب المصادر الإسرائيليّة، لمواجهة الحرب الغير التقليدية.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى إقدام وزارة الصحة الإسرائيلية، أخيرًا، على خطوة غير مسبوقة بتوزيع استمارة على جميع أفراد الطاقم الطبي والموظفين والعمال في شتى فروع المستشفيات الإسرائيلية كونها مسؤولة عنها؛ حيث طُلب منهم التصريح كتابيًا ماذا سيفعلون في حال اندلاع الحرب: هل يريدون اصطحاب أفراد عائلاتهم إلى العمل، أم لا.
وكُشف النقاب عن خطة حكوميّة إسرائيليّة لبناء مُجمع في القدس الغربيّة تحت الأرض، يلجأ إليه رئيس الوزراء وباقي أعضاء وزارته، في حال اندلاع حرب، علمًا بأنَّ التخطيط يأخذ بعين الاعتبار تعرُّض القدس لقصف بأسلحة غير تقليدية، وبالتالي فإنَّ المبنى المُخطّط له، سيكون عصيًا حتى على الأسلحة الغير التقليدية، بحسب المصادر في تل أبيب.
وحذّر رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، من مصانع "الأمونيا"، التي تضعها إسرائيل في خليج حيفا، وتحتوي على مواد كيميائيّة وسامّة، مشيرًا إلى أنَّ هذه المصانع تُشكّل خطرًا على سكان المدينة والمنطقة، وفي حال حدوث تدهور أمنيّ في المنطقة، ودخول إسرائيل إلى مرمى صواريخ سورية وحزب الله.
وطالب سُكّان حيفا المسؤولين بتنفيذ القرار، الذي سبق واتخذته الحكومة، بنقل المصانع إلى منطقة الجنوب، بعيدًا عن السكان، وذلك بعد أنَّ كشفت تقارير أنَّ إصابة هذه المصانع من قِبل صاروخ يُطلق باتجاهها، سيؤدي إلى كارثة في حيفا والمنطقة، ويدخل أكثر من ربع مليون إسرائيلي إلى خطر المواد التي ستنبعث من المصانع، عقب إصابتها.