لندن - ماريا طبراني
أدانت محكمة كينفستون في العاصمة البريطانية، لندن، شخصين ينتميان إلى تنظيم "داعش" بالتخطيط لذبح جندي أميركي في القاعدة الجوية ميلدنهال في مقاطعة سوفولك البريطانية، شرق البلاد، خلال الفترة بين أيار/مايو وتموز/يوليو العام 2015.
وكشفت محاكمة المتهم الأول "جنيد خان" أن الهاكر البريطاني جنيد حسين من برمنغهام، وهو أحد مقاتلي داعش وقتل في غارة أميركية في سورية، هو من جنَّده، وقد نشر فيديو عبر "يوتيوب" بعنوان "تحركات دعش حول ويستمنتسر"، وجاء فيه أنشودة متطرفة تشيد بزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، بينما قام بتصوير الفيديو المتهم الثاني وهم عمّ خان، ويدعى شاذيب، والذي أدين بمحاولة السفر إلى سورية، وأظهر التحقيق معهما رسالة مقلقة توحي بأن مقاتلي داعش حصلوا على عناوين الجنود الأميركيين في بريطانيا.
ويعاني خان (25 عامًا) من انفصام في الشخصية، وفكر في الهجوم على الطيار الأميركي في القاعة الجوية أثناء تسليمه منتجات إلى صيدلية "لويدز"، وأراد الرجل شراء سكين مماثلة للتي كان الجهادي جون يستخدمها، كما عثر بحوزته على علم داعش، ويعتقد أنه كان يريد أن يتركه في مكان الحادث.
وأدين عمّه (23 عامًا) باستعداده للسفر إلى سورية للانضمام إلى تنظيم داعش، بينما أنكر كلاهما الانخراط أو الاعداد لعمل متطرف في الأول من آب/أغسطس 2014 و12 تموز/يوليو 2015، ولم تظهر عليهما أيّة انفعالات أثناء عودة هيئة المحلفين للنطق بالحكم بعد مداولات استمرت ما يقرب من 24 ساعة بعد ستة أسابيع ونصف من المحاكمة.
والتقط الفيديو في ويستمنستر لقطات قبل أيلول/سبتمبر العام الماضي فيه غناء رجل يشيد بالبغدادي ضد الأعداء ويحث على الاستشهاد والقتال، وبعد الأغنية في الفيلم شكا خان "لقد أخطأت، فلم يكن عليك أن تحمل التليفون بشكل مقلوب، ولكني سأحمله على أي حال لتصبح على الهواء اليوم"، وحمّل الفيديو عبر موقع يوتيوب بعد أن قال له عمه "لا تذكر أننا نحن من صوره، إنه يبدو جيدًا"، وبعد مرور 12 يومًا أخبر جنيد عمه "لقد حذفت الفيديو فلا أريد أن أعكر حياتي على سبيل الحذر".
واعترف شاذيب بمشاركته في الفيديو بينما كان جنيد يقود السيارة، وأوضح للمحكمة "نجتمع مرتين أو ثلاثة في الأسبوع وفي كل مرة نلتقي نقوم بجولة فهذا الشيء الوحيد الذي نعرف كيف نفعله، ثم نجلب الطعام من ادرجوير ونذهب إلى المسجد في ريجنت بارك وبعدها نتناول الطعام بعيدًا عن الناس، لم يكن هناك سبب معين وراء الفيديو، كان لمجرد العبث"، إلا أن جنيد أدين في النهاية بمحاولة القتل بسبب بحثه عن سكين مشابهة للتي يستخدمها الجهادي جون في فيديوهاته.
ورفض خان التعاون مع برنامج مكافحة التطرف في لوتون؛ لأنه كان يحضر محاضرات راديكالية، وكان يعمل في متجر وينقل المعدات الطبية إلى المستشفيات، وهو ما قاده إلى الصيدليات في قرية ميلدنهال في سوفولك، على مقربة من قاعدتين جويتين أميركيتين، وأعيد فتح القاعدة الجوية "أر أيه أف" والتي كانت مغلقة منذ الحرب العالمة الثانية لاستضافة طيارين أميركيين، وكتب خان لجنيد حسين في 5 تموز/يوليو 2015 عبر تطبيق مشفر "عندما رأيت الجنود الأميركيين على الطريق بدى الأمر بسيطًا جدًا، ولكن لم يكن لدي أي سلاح كي أخبطهم بسيارتي فيسارعون بالنزول من سيارتهم فأنقض عليهم".
ورد عليه حسين "هذا ما فعله أحد الأخوة عندما قتل لي ريجبي، نعم يا أخي فأسلوب المجاهدين هو أن تصدمهم ثم تهاجمهم"، في إشارة إلى مايكل أدبلواجو الذي قتل لي رجبي في ولويتش، واقترح حسين "الأفضل أن يكون معك على الأقل قنبلة أنبوبية أو قنبلة طنجرة الضغط في حقيبة على الظهر للطوارئ"، وقال حسين خان في رسالة مقلقة "كنت أستطيع الحصول على عناوين الجنود الأميركيين"، وتشير الرسالة إلى أن داعش قضى وقتًا في قرصنة أجهزة الكمبيوتر من سورية وحصل على التفاصيل الشخصية للجنود، وبعد محاولة خان لشراء سكين على الإنترنت اشترى علمين لداعش.
واعتقل خان يوم 14 تموز/يوليو وهو يصرخ بعد أن اعتقله أحد الضباط فيما هو يردد "الله أكبر"، وعثر على الأعلام الأميركية والبريطانية في وقت لاحق في غرفة نوم خان مع علم داعش في مخزن الغلال وأقنعة واقية في المطبخ، واكتشفت الشرطة على هاتفه صورًا لعلم داعش يلوح خارج السفارة الأميركية في لندن، ووجد على الهاتف صور أخرى مروعة لقطع الرؤوس والضرب والقتل الذي كان يمارسه محمد ايموازي المعروف باسم الجهادي جون جلاد داعش السابق، واعتقل شاذيب في اليوم ذاته بالرغم من أنه لم يشارك في التخطيط للقتل ولكن ثبت عليه محاولته مغادرة بريطانيا للتوجه إلى سورية للانضمام إلى داعش للقتال هناك.
وادعى شاذيب أن الصراع هناك جذبه ولكنه لم يكن ينوي الانضمام إلى داعش وأشار إلى أنه أراد فقط المساعدة من خلال توفير المال والطعام، وأبقى القاضي على الرجلين في الحجز قبيل صدور الحكم في 13 أيار/مايو، في ما وجد 10 محلفين أن جنيد مذنب في محاولة القتل ومحاولة الذهاب إلى سورية للقتال مع التنظيم المتطرف، وأدين عمّه بالإجماع بمحاولة السفر إلى سورية للانضمام إلى داعش.