تعانى العديد من الفئات العمرية من ضعف الذاكرة بصورة كبيرة، ولم يعد الأمر يقتصر على كبار السن فقط، بل أصبح أيضا مرضا ينهش الشباب والفئات العمرية المتوسطة. يقول د. صبحى عيد استشارى التغذية أن مشاكل الذاكرة لها أسباب قوية مثل النظام الغذائى الذى يتبعه الفرد له علاقة قوية بضعف الذاكرة، أكثر من عوامل السن والجينات الوراثية كما هو منتشر. أضاف "عيد" أن كل ما تناوله يؤثر فى ذاكرتك وتركيزك ومستوى ذكائك، وقد ثبت أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة عالية من البروتين يميلون إلى أن يكونوا أكثر يقظة، بينما تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات يجعلك أكثر هدوء وميلا للنعاس. وذلك بسبب أن البروتين غنى بالحامض الأمينى (تايروزين)، حيث يتحول للناقل العصبى (الدوبامين) فى المخ، ما يؤدى للإحساس بالنشاط واليقظة لأنه يتحول بدوره لهرمونى "الأدرينالين والنورأدرينالين" اللذين يمدانك بالطاقة والحيوية، بعكس الكربوهيدرات التى تزيد مادة السيروتينين فى الدماغ، وهو عنصر كيماوى مهدئ للأعصاب يبعث على الارتياح وعدم الاكتراث. وإحدى تلك المشكلات التى قد تسبب مشكلة ضعف الذاكرة هو قلة هذه الفيتامينات (B1، B2، B6، B12)، ويؤدى ذلك إلى التشويش واضطراب المزاج، وعدم القدرة على التركيز والتفكير وضعف الذاكرة، وضعف قدرة رد الفعل، وخاصة نقص فيتامين B12، حيث يسبب اكتئابا، بالإضافة إلى ضعف الذاكرة، وهو كثيرا ما ينقص عند النباتيين، أو أشباه النباتيين، وأيضا المدخنين بشراهة وعند كبار السن (فوق سن 50 عاما). وترجع أهمية فيتامين B12 لمساهمته فى تكوين مادة المايلين، والتى تتراكم على شكل طبقات، فتكون مادة عازلة حول ألياف الأعصاب لتحميها، ولزيادة نسبة هذه الفيتامينات فى الوجبات، يجب تناول الأطعمة، التى تحتوى على نسب عالية منها، مثل الكبد والأسماك وصفار البيض.