بكين ـ شينخوا
لم يتوقع الفلسطيني فؤاد يحيى أن يجرب ما كان يقرأ عنه عبر مواقع الانترنت ويراه في تقارير تلفزيونية مصورة حول ما يعرف بالسمك الطبيب أو (جارا روفا) في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المحاصر. ووضع يحيى قدميه في حوض للسمك الطبيب وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على محياه لتبدأ الأسماك بنقرهما بلطف وكأن طفلا يداعبهما،بحسب ما يقول، بهدف نزع الجلد الميت عنهما وتنشيط الدورة الدموية. ويقول يحيى لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يستمتع بدغدغة الأسماك ، كنا نسمع عن السمك الطبيب لكن لم أكن أتخيل بأنني سأجربه يوما وخاصة في قطاع غزة الذي يعاني ظروفا خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي. والـ (جارا روفا) هي أسماك صغيرة لها قدرة خاصة بفمها القاسي الخالي من الأسنان على إزالة الجلد الميت بطريقة طبيعية تساعد على العلاج من أمراض جلدية مختلفة مثل (الصدفية، والأكزيما)، كما تساعد في تنظيف الجلد وإزالة البقع الصغيرة. وعندما تبدأ "الأسماك الطبيبة" عملها على جلد الإنسان تنشط دورته الدموية وتمنحه شعورا بالاسترخاء والراحة وإزالة التوتر. ويوجد نوعان من أسماك (جارا روفا) الفضي والآخر يميل إلى الحمرة، وهي تعيش في المياه العذبة الدافئة، وتتغذى على الخلايا المتضررة والميتة من جلد المرضى ولا تتغذى على خلايا الجلد السليمة. ويقول اخصائي الطب البديل علاء أبو غالي الذي جلب الأسماك الفضية من (جارا روفا) لـ ((شينخوا))، إنه سافر إلى بعض الدول الآسيوية لشراء السمك وأحضرها إلى قطاع غزة ليضعها في أحواض في عيادته بمدينة رفح. وأبو غالي واحد من الفلسطينيين المهتمين بالطب البديل إذ دأب منذ سنوات على العلاج بلدغات النحل لما لها من أثر في علاج الكثير من الأمراض، بحسب ما يقول. والآن بدأ أبو غالي وهو عضو دولة فلسطين في الجمعية العربية للعلاج بمنتجات النحل، باستخدام أسماك (جارا روفا) ليعزز عيادته الصغيرة التي يؤمها الكثير من الناس الذين فقدوا الأمل بالعلاج من أمراضهم. ويقول أبو غالي، انه لم يكن من السهل إحضار هذه الأسماك إلى قطاع غزة المحاصر منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه صيف عام 2007 لكنه سعى إلى إحضارها وبالفعل استطاع ذلك "للتخفيف عن سكان القطاع الذين يصعب على الكثير منهم السفر إلى الخارج لتلقي مثل هذا العلاج". ولا يتقاضى أبو غالي رسوما نظير علاجه بالأسماك رغم أنه دفع مبالغ كبيرة لشرائها وإحضارها إلى غزة حيث يصل سعر السمكة الواحدة إلى 8 دولارات، لكنه يقول عندما يدرك الناس فوائد ونجاعة هذه الطريقة بالعلاج فإنهم سيدفعون المال من تلقاء أنفسهم. وعرفت أسماك ال(جارا روفا) منذ نحو مائة عام في تركيا وبعدها في سوريا وبعض دول شرق آسيا حيث تعيش في المياه الدافئة ويصل طولها كأقصى حد من 10- 14 سنتيمترا. ويقول أبو غالي، "قرأت كثيرا عن السمك الطبيب وتبين أنه يمكن أن يشفي من العديد من الأمراض، بالإضافة إلى القيام بالتدليك الطبيعي لذلك قررت أن أحضره إلى عيادتي لتكون أول عيادة في الأراضي الفلسطينية تعالج بالأسماك". ويشير أبو غالي، إلى أن أسماك (جارا روفا) "لها قدرة كبيرة في القضاء على الفطريات التي تصيب الجلد". ويضيف أن العلاج بواسطة الأسماك "يبدأ بوضع المريض القدمين أو الكفين في حوض زجاجي يحتوي على أكثر من 200 سمكة تبدأ بإزالة الجلد الميت، فيما توجد في الحوض علقات لامتصاص الدم الفاسد". وكان أبو غالي قد تلقى تدريبات مكثفة في العلاج بالأسماك في إحدى الدول الأسيوية وسيكون ممثلا عن فلسطين في مؤتمر الجمعية الأول عن العلاج بواسطة السمك في مصر في نهاية نوفمبر المقبل، بحسب ما يقول.