في أحد الأيام الممطرة بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا أمكن لإيمي بيع نحو عشرين كيسا من أعشاب تولاك أنجين لعلاج نزلات البرد للموظفين والعمال الذين يمرون بكشكها على جانب الطريق.. وتقول إيمي "الأعشاب الطبية مفيدة للصحة لأنها طبيعية." وتبيع إيمي خليطا من الزنجبيل والقرنفل والنعناع مقابل 25 سنتا للكيس الواحد وتجد في ذلك تجارة مربحة. وتضع شركات العلاج التقليدي بالأعشاب في منطقة جنوب شرق آسيا خططا كبيرة للنمو وسط تزايد اهتمام المستثمرين. وتنظر شركات الأدوية العالمية مثل فايزر وروش لآسيا منذ فترة طويلة على أنها مصدر النمو في المستقبل إذ أن سوق الأعشاب الطبية من المتوقع أن تقفز مع تزايد الطبقة الوسطى في المنطقة. وتقول شركة يورومونيتور انترناشيونال للأبحاث إن التوقعات تشير إلى نمو سوق الأعشاب الطبية المليئة بمنتجات لعلاج أي شيء من الروماتيزم إلى العجز الجنسي إلى 3.9 مليار دولار بحلول عام 2017 بزيادة 50 بالمئة تقريبا عن العام الحالي. وتروج اعلانات تلفزيونية يظهر فيها المشاهير لأعشاب تولاك أنجين التي تباع في مئات الآلاف من الأكشاك بالشوارع في أنحاء إندونيسيا وكذلك في المتاجر الكبيرة والصيدليات. ووصل بعض صناع الأدوية التقليدية بالفعل إلى الأسواق العالمية فعلى سبيل المثال مثلت هونغ كونغ 47 بالمئة من عائدات ثلاثة أشهر فقط انتهت في أيلول لشركة يو يان سانغ في سنغافورة. وتمثل عائدات المبيعات في سنغافورة 22 في المئة فقط في حين تأتي بقية العائدات من ماليزيا واستراليا. إلا أن قطاع الطب التقليدي أصبح تحت الفحص الدقيق من المنظمين العالميين في مجال الصحة إذ أنه من المزعوم أن بعض العناصر التي تستخدم في تصنيع هذه الأدوية تحتوي على معدلات عالية من السموم أو المواد الكيماوية رغم الترويج لها على أنها طبيعية. وفي اب حذر منظمون بريطانيون الناس من استخدام عدد من الأدوية الصينية التقليدية لاحتوائها على معدلات "عالية بشكل خطير" من الرصاص والزئبق والزرنيخ.