لندن ـ العرب اليوم
قام فريق بحث برئاسة د. هانز توماس فريتز، وهو طبيب أعصاب في معهد ماكس بلانك للإدراك البشري وعلوم الدماغ في لايبزغ، بألمانيا ، بتوصيل ثلاثة أنواع من أجهزة التمارين الرياضية- جهاز الجري وجهاز تدريب النصف الأعلى من الجسم وجهاز تدريب المعدة - بجهاز كمبيوتر أصدر موسيقى إلكترونية تم تعديلها وفقا لمستوى المجهود البدني لمتطوعين غير رياضيين. د. فريتز قال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "كنا قادرين على إثبات العديد من التأثيرات على الأشخاص الخاضعين للاختبار". اتضح أن المتطوعين الذين يصدرون أصوات موسيقية بأنفسهم خلال التدريبات - عملية يطلق عليها فريتز "جيمين" - انتابهم شعور أقل بالتعب وصاروا يعتقدون أنهم قد بذلوا طاقة أقل من تلك التي بذلها هؤلاء الذين كان ينصتون فقط إلى مقطوعة موسيقية عادية ويتمرنون بشكل كلاسيكي جامد. كما مرن هؤلاء المتطوعون عضلاتهم بشكل أكثر فعالية لأن زيادة انفعال - كما خمن فريق البحث - من يصدر أصوات موسيقية تخفض نشاط العضلات المضادة، وهي عضلات تعارض عمل العضلات الأخرى. وفي هذا الصدد قال د. فريتز: "كانوا (الأشخاص الخاضعون للاختبار) قادرين على إنجاز المزيد في ظل وجود أكسجين أقل". وظهرت الآثار الإيجابية بعد بضع دقائق فقط من ممارسة التمارين الرياضية، حيث تم خلالها إطلاق كميات كبيرة من "هرمونات السعادة". "قوة دافعة لم يُعترف بها سابقا لتطوير الموسيقى عند البشر". وكتب القائمون على الدراسة أن النتائج التي نشرت في "دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم" في الولايات المتحدة" تساعد بدرجة كبيرة في فهم القوة العلاجية للموسيقى - مجال علمي على وشك أن تتكشف خباياه". بل ما هو أكثر من ذلك أن الإحساس ببذل مجهود أقل أثناء ممارسة نشاط بدني شاق بإصدار أصوات موسيقية "قوة دافعة لم يُعترف بها سابقا لتطوير الموسيقى عند البشر". بحث د.فريتز ركز في جزء منه على "النشوة الموسيقية" وضمنه موسيقى شعب المافا، في شمالي الكاميرون، الذي يشرع في أداء أغاني أشبه بالطقوس خلال العمل الميداني المضني ، كاشفا أنّ الفهم الأفضل لكيفية تحقق الآثار الإيجابية للموسيقى يمكن أن يعزز من وجود نهج جديد في العلاج وإعادة التأهيل