ثمرة دائريّة الحجم تتمتّع قشرتها وبذورها بلون أحمر، وهي ذات فوائد صحّية عظيمة يجب عدم تجاهلها إطلاقاً، خصوصاً وأنّ نتائج الدراسات لا تزال حتّى يومنا هذا تُثير دهشة العلماء الذين وصفوها بالقنبلة السحريّة التي تحتلّ لائحة الأطعمة الأكثر غنًى بمضادات الأكسدة! نتحدّث بالتأكيد عن الرمّان. وللإطلاع على أدقّ التفاصيل المرتبطة بالرمّان، أجرت "الجمهورية" حديثاً خاصّاً مع إختصاصيّة التغذية مارال تاسلاكيان، صاحبة مركز Food Engineers، التي عرّفت عن هذه الثمرة بالقول: "يُصنّف الرمّان ضمن عائلة Punica Granatum، وتمّت زراعته منذ العصور القديمة على نطاق واسع في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسّط. وبعد أن أدركت البلدان منافعه الصحّية التي لا تُثمَّن، قامت أميركا اللاتينيّة وكاليفورنيا والأريزونا أيضاً بزراعته". العناصر الغذائيّة المخبّأة وأضافت: "يحتوي الرمّان على كمية عالية من الفيتامين C المفيد لتعزيز أداء الجهاز المناعي، والفيتامين K المهمّ لتقوية الدم والعظام. وهو مصدر ممتاز للألياف الغذائيّة التي تعزّز حركة الأمعاء وتقي من الإمساك. إلى جانب احتوائه على حامضي الـ Ellagic والـ Punicalagin اللذين يحاربان الجذور الحرّة ويحفظان الكولاجين داخل الجلد، والبرولين الذي هو نوع من البروتين يتدخّل في تكوين الغضروف. أمّا ما يميّزه ويمنحه خصائص محاربة لأخبث الأمراض، فهي مواد البوليفينول والفلافونويد التي تتمتّع بوظائف مضادة للأكسدة وللإلتهابات. حتّى وإنّ البوليفينول موجودة في قشرة الرمّان، حيث تبيّن أنّ غليها وشرب مائها يساعد في خفض احتمال مقاومة الإنسولين وبالتالي الوقاية من السكري". الدراسات العلميّة ماذا عن أهمّ الأبحاث التي أجريت على الرمّان؟ أجابت تاسلاكيان: "في دراسة شملت مرضى ارتفاع الضغط، تبيّن أنّ شرب عصير الرمّان لمدة أسبوعين ساهم في خفض ضغط الدم الإنقباضي. وفي دراسة ثانية، ظهر أنّ عصير الرمّان يمنع تراكم بروتين بيتا أميلويد في الدماغ، ليقي بذلك من الأمراض العصبيّة بما فيها الألزهايمر. فقد تمّ إجراء بحث على الفئران المعرّضة للألزهايمر والتي تمّ حقنها بعصير الرمّان، ونتج عن ذلك انخفاض نسبة بروتين بيتا أميلويد بنسبة 50 %. أمّا وفي دراسة ثالثة، ثبُت أنّ شرب عصير الرمّان يمنع تراكم الكولسترول في الشرايين وبالتالي يقي من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية". ماذا عن علاقته بالسرطان؟ علّقت تاسلاكيان على هذه النقطة الفائقة الأهمّية: "ثبُت أنّ الكميات العالية من مادة الفينول الموجودة في الرمّان أكثر من النبيذ والشاي الأخضر، تُبطئ نموّ السرطان وحتّى أنها تقي من الإصابة به. وفي العديد من الدراسات، تبيّن أنّ عصير الرمّان يحمي من إصابة النساء بسرطان الثدي بفضل احتوائه على مادة كيماوية طبيعية تُعرف بالفلافونويد التي تخفّف من الأعراض المصاحبة لمرحلة اقتراب انقطاع الطمث، مثل الهبّات الحارّة والإكتئاب... هذا ناهيك عن تضمّنه الإستروجين النباتي الذي يخفّف من أعراض اقتراب انقطاع الطمث. كذلك يمكن للرجال الإستفادة بشكل كبير من هذه الثمرة، بعد أن تبيّن أنّها تحميهم من سرطان البروستات. وفيدراسة أجريت على رجال يعانون سرطان البروستات وتمّ تزيودهم بـ 240 ملل من عصير الرمّان، أي ما يوازي الكوب، لاحظوا أنّ شرب عصير الرمّان لمدة 3 أشهر قد قلّص بنسبة 40 % تكاثر الخلايا غير الطبيعية المسؤولة عن زيادة حجم الورم. أمّا المجموعة التي تناولت هذا العصير لمدة عام كامل، فقد تأخّر لديها هذا الأمر أكثر بخمس مرّات. وبشكل عامّ، أظهرت الأبحاث التي أجريت على مجموعة من الرجال الذين يعانون السرطان، أنّ شرب عصير الرمّان يوقف تسريع نمو الخلايا السرطانية بين 60 إلى 80 %". وأخيراً أفادت إختصاصيّة التغذية مارال تاسلاكيان: "ما من شكّ في أنّ الوقاية منذ البداية، أي اختيار الأطعمة بذكاء على أن تكون بعيدة من السكاكر والدهون والوجبات السريعة، هي أفضل بكثير من اللجوء إلى العلاجات الكيماوية وبالأشعة. وإلى جانب هذه الخطوة، لا بدّ من إعطاء مساحة كبيرة للخضار والفاكهة في غذائك اليومي، خصوصاً الرمّان الذي هو أشبه بدواء طبيعي يُطفئ نيران الإلتهاب والتأكسد. تذكّر أنّه يمكن الإستفادة من الرمّان كقشور وجذور وبذور حتّى وإن كانت بيضاء، بما أنّها تحتوي على نوع من الزيوت يعزّز العملية المضادة للأكسدة والإلتهابات. كذلك يمكن وضعه على سَلطات الخضار لتعزيز منافعها الصحّية والحصول على مجموعة أكبر من العناصر الغذائيّة"، ناصحة قرّاء "الجمهورية" بـ"تناول الرمّان في موسمه الذي يمتدّ من أيلول إلى تشرين الثاني بغية الإستفادة بأقصى درجة ممكنة من المواد التي يتحلّى بها".