أثينا ـ أ.ف.ب
قرر القضاء اليوناني وضع زعيم حزب النازيين الجدد في اليونان نيكوس ميخالولياكوس قيد التوقيف الاحتياطي الخميس بعد مثوله لساعات طويلة امام قاض في اثينا، في اطار حملة مستمرة لقمع هذا الحزب المتهم بارتكاب اعتداءات خصوصا ضد مهاجرين. واوضحت وكالة الانباء اليونانية ان ميخالولياكوس اتهم بـ"قيادة منظمة اجرامية" في وقت تواصل فيه السلطات اليونانية بذل جهودها لاسكات حزب النازيين الجدد بعد مقتل موسيقي مناهض للفاشية على يد عنصر من حزب "الفجر الذهبي". ونيكوس ميخالولياكوس النائب البالغ 56 عاما والمعجب بالقادة العسكريين الديكتاتوريين في اليونان في ستينات القرن الماضي، يتولى قيادة الحزب منذ العام 1980. واوضحت وسائل الاعلام المحلية ان القضاة قرروا ايضا ان يبقوا قيد الاعتقال قائدا محليا من حزب الفجر الذهبي متهما بالضلوع في قتل الموسيقي. والاربعاء، اتهم اربعة نواب من حزب النازيين الجدد بالانتماء الى "منظمة اجرامية"، حصل ثلاثة منهم على حرية مشروطة في حين وضع الرابع وهو يانيس لاغوس قيد التوقيف الاحتياطي. وكذلك اتهم يانيس لاغوس بقتل الموسيقي المناهض للفاشية بافلوس فيساس في احدى ضواحي اثينا. وقد صدمت القضية اليونان ما حذا بالسلطات اليونانية الى الانتقال للهجوم للمرة الاولى ضد الفجر الذهبي الذي كثف خلال السنوات الماضية اعمال عنف ضد المهاجرين والناشطين اليساريين في ظل غياب شبه تام للمحاكمات. واثار القرار باطلاق السراح المشروط مفاجأة لدى المراقبين الذين كانوا يتوقعون اعتقالا احتياطيا لجميع البرلمانيين من حزب الفجر الذهبي بانتظار محاكمتهم. وبعد توجيه تهم اليهم لكن من دون تجريدهم من مناصبهم النيابية التي لا تسقط عنهم الا في حال صدور حكم نهائي، نفى النواب المطلق سراحهم الاربعاء الاتهامات الموجهة بحقهم منددين بما اعتبروه "مؤامرة سياسية" ضد الحزب. وفي المحصلة اعتقل ستة من النواب الـ18 في حزب الفجر الذهبي نهاية الاسبوع الماضي في حملة مداهمات واسعة لشرطة مكافحة الارهاب، بينهم نيكوس ميخالولياكوس ومساعده خريستوس باباس الذي يمثل امام القضاء الخميس. وامام قضاة التحقيق مهمة معقدة اذ يتعين عليهم جمع ادلة محددة. وقد خلص تقرير للمحكمة العليا الى ضلوع حزب الفجر الذهبي بثلاث محاولات قتل واعتداءات عدة خصوصا على مهاجرين. وبعد سنوات من التساهل مع النازيين الجدد، تعهدت الحكومة بتقديم مشروع قانون لمحاربة العنصرية امام البرلمان يتضمن تجريما مباشرا لكل الاعمال المعادية للاجانب والنازية. وتعرض مشروع القانون هذا الذي اعده في الاساس اشتراكيون ويساريون، الى انتقادات كبيرة من جانب المحافظين. وحقق حزب الفجر الذهبي الذي يبني شعبيته على النقمة المتزايدة من الطبقة السياسية خصوصا بسبب الازمة الاقتصادية والمالية في اليونان حيث تقارب نسبة البطالة 28 في المئة، اول دخول له الى البرلمان اثر انتخابات حزيران/يونيو 2012. وتأتي حملة السلطات اليونانية ضد حزب الفجر الذهبي في وقت تستعد اثينا لتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في الاول من كانون الثاني/يناير وسط استمرار المحادثات مع الجهات الدائنة الدولية (الاتحاد الاوروبي، صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي) بشأن الافراج عن شريحة جديدة من المساعدات بقيمة مليار يورو الى اليونان.