زيمبابوي -العرب اليوم
تستعد زيمبابوي لفتح صفحة جديدة في تاريخها، مع استقالة حاكمها السابق روبرت موغابي من الحكم، بعد بقائه في السلطة لأكثر من ثلاثة عقود، ويخلفه نائبه السابق إمرسون منانغاغوا، والذي من المقرر أن يؤدي اليمين الدستوري، الجمعة، وتقول صحيفة بريطانية: في الوقت الذي كان يخطط فيه الجيش للإطاحة برئيس الجمهورية، والسيطرة على الحكم، تمهيدا لانتقال سلمي سلس للحكم، كان أبناء الرئيس الزيمبابوي المستقيل روبرت موغابي يتباهون بثرواتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا تعد تصرفات الابناء مُستغربة، خاصة وأن سيدة زيمبابوي الأولى، جريس موجابي زوجة الرئيس وأم أبنائه عُرفت بالتبذير وإهدار المال، حتى أنها أنفقت 75 ألف دولار خلال حضور عرض أزياء في العاصمة الفرنسية باريس، ليطلق عليها الشعب الزيمبابوي اسم "غريس غوتشي" في إشارة إلى ماركة "غوتشي" الشهيرة والباهظة الثمن. أحد أبناء موجابي: "60 ألف دولار على معصمي.. هكذا يكون الوضع عندما يحكم والدك" وعلى مدار أعوام، اعتبر محللون وسياسيون في زيمبابوي وخارجها، أفعال عائلة الرئيس السابق استفزازية، نظرا إلى انهيار الحالة الاقتصادية في البلاد، ووصول معدل التضخم إلى 348 بالمئة.
وعيش نحو 93 بالمئة من المواطنين تحت خط الفقر، موغابي الابن خلال دراسته للهندسة المعمارية في دبي، ظهر عشق "روبرت موغابي الابن" للسيارات، فاشترى سيارة فارهة ونشر الصور على حسابه بتطبيق "انستغرام"، كما نشر صور أخرى له وهو يستقل طائراته الخاصة، ويرتدي ملابس وأحذية مرصعة بالذهب.
وعندما أعرب المواطنون عن غضبهم من إهدار والدتهم جريس موجابي للمال، وتبذيرها المبالغ فيها، قال موغابي الابن: "استمروا في انتقادكم.. وسنستمر في انفاقنا للمال". يُشار إلى أن جريس أو "السيدة موجابي"، كما يدعوها كثيرون، كانت المُحرك الرئيسي للأحداث التي قلبت الأوضاع رأسًا على عقب في زيمبابوي، وأنها كانت تعمل ببطء حتى تمهد لنفسها الطريق إلى مقعد الرئاسة، وفي ذلك الإطار عملت على التخلص من نائب الرئيس إيمرسون مانغانغوا.
شاتونجا وثار المواطنون في زيمبابوي على "شاتونغا" أحد أبناء موجابي، عندما علموا أنه اشترى في سبتمبر الماضي، سيارتين تحملان ماركة رولز رويس. تردد اسم شاتونجا في الصحف ووسائل الإعلام، خاصة وأنه أكثر من الأشخاص إنفاقا للمال في أفريقيا.
وبحسب التقارير، فإن شاتونغا، نشر مقطع فيديو منذ أسبوعين يظهر فيه وهو يكسب نوع فاخر من الشامبانيا على ساعته "الروليكس" المرصعة بالماس، وكتب لمتابعيه على إنستغرام: "60 ألف دولار على معصمي، هكذا يكون الوضع عندما يحكم والدك دولة بأكملها"، وفي 14 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، انتشرت الدبابات في العاصمة هراري، وطالبت رابطة شبيبة الحزب الحاكم، -المؤيدة لتولي زوجة موجابي جريس منصب نائب الرئيس-، رئيس الأركان بالبقاء في ثكنته، وفي غضون ساعات أعلن الجيش استيلائه على السلطة، واخضع موجابي وعائلته للإقامة الجبرية في محل اقامته.
سيمبا شيكور زوج بونا موغابي، 27 عامًا، الابنة الوحيدة لحاكم زيمبابوي السابق، وتزوجت من سيمبا شيكور منذ ثلاثة أعوام، وبحسب التقارير فإنه ينفق مبالغ كبيرة من المال على النظارات الشمسية، والقوارب، ويميل إلى التفاخر بثرائه الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وينشر باستمرار صور لأماكن فخمة، من مطاعم وبنايات وفنادق اعتاد على التردد عليها، وتم تعيينه رئيسا للعمليات الجوية في القوات الجوية بزيمبابوي، العام الماضي ولكنه استقال من منصبه منذ يومين، بعد تأكده من أن الجيش والشعب لن يسمحان باستمرار موجابي في الحكم.