كابول- العرب اليوم
فجر انتحاري نفسه أمام قاعة كان ينعقد فيها تجمع سياسي في كابول الخميس مما أدى الى مقتل 14 شخصا على الاقل، بحسب ما أعلن مسؤولون، في هجوم يلقي الضوء على الانقسامات المتزايدة في هذا البلد.
والهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في رسالة مقتضبة نشرها على وكالة اعماق التابعة له، هو احدث حلقة في سلسلة الهجمات التي تهز العاصمة الافغانية حيث يصعد المتمردون عملياتهم العنيفة.
وكان أنصار عطا محمد نور، حاكم ولاية بلخ الشمالية القوي والمنتقد الصريح للرئيس الافغاني أشرف غني، يعقدون تجمعا داخل قاعة احتفالات وقت التفجير.
ولم يكن نور في التجمع بحسب ما أكد احد مساعديه لوكالة فرانس برس. وأصدر الرئيس غني بيانا يدين الهجوم ويصفه "بالعمل الاجرامي".
وحاول الانتحاري دخول المبنى لكن تم توقيفه عند حاجز امني ففجر نفسه، بحسب ما اعلن المتحدث باسم شركة كابول عبد البصير مجاهد لوكالة فرانس برس
وأضاف "من بين الاصابات عدد من عناصرنا".
وقال "إثر الهجوم الانتحاري اليوم قتل ثمانية شرطيين وستة مدنيين كما جرح 18 آخرين".
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش قد أعلن في حصيلة سابقة مقتل سبعة شرطيين ومدنيين اثنين.
واوضح دانيش ان "الانتحاري فجر نفسه بعد ان رصدته الشرطة عند بوابة المدخل".
- فوضى وذعر -
قال هارون معترف الذي كان يشارك في التجمع لوكالة فرانس برس "بعد الغداء كنا نغادر القاعة عندما وقع انفجار ضخم ادى الى تحطم الزجاج واحدث فوضى وحالة ذعر".
واضاف "شاهدت العديد من الجثث، بينها جثث شرطيين ومدنيين مضرجة بالدماء".
وقال محمد فرهد عظيمي العضو في البرلمان والمؤيد لنور انه شاهد "العديد من الاصابات" مضيفا "عدد من حراسي الشخصيين اصيبوا بجروح".
وقال مصور فرانس برس ان عصف الانفجار ادى الى تحطم نوافذ القاعة واحتراق سيارة مركونة.
وانتشر العشرات من عناصر الشرطة والاستخبارات وفرض طوق امني لمنع الناس من الاقتراب.
ونشرت صور على موقع تويتر يعتقد انها من الهجوم تظهر جثث رجال مكدسة في شارع موحل وفي احد المجاري، واشخاصا يجرون الجرحى.
الحاكم نور هو مسؤول بارز في حزب الجماعة الاسلامية ذي الغالبية الطاجيكية. وهو منتقد صريح لغني ولحكومة الوحدة الوطنية.
وفي بيان نشره على فيسبوك وجه نور اصابع الاتهام في الهجوم الى "الحلقة الشريرة" داخل الحكومة.
وكتب "معركتنا مستمرة ضد الارهابيين والارهاب ومن أجل العدالة، ومثل هذه الاعمال التي نعرف منفذيها، لن تردعنا".
وهذه ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها مسؤولون بارزون من حزب الجماعة الاسلامية.
فقد نجا وزير الخارجية صلاح الدين رباني، رئيس حزب الجماعة الاسلامية هجوم استهدف جنازة في كابول في حزيران/يونيو الماضي عندما اقتحم انتحاريون مشيعي الجنازة. كما نجا الرئيس التنفيذي عبد الله عبدالله من ذلك الهجوم.
ويتصاعد التنافس السياسي والاتني في افغانستان قبيل الانتخابات المحلية والبرلمانية المنتظرة والتي يمكن ان تمهد الطريق لاقتراع رئاسي في 2019.
وكان نور قد المح في وقت سابق الى امكانية ترشحه الى المنصب الاعلى في الدولة.
والاربعاء أقال الرئيس غني -- وهو من البشتون، اكبر مجموعة اتنية في افغانستان -- رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات نجيب الله احمد زاي بعد اخفاقات سياسية وتقنية مما اثار التكهنات بعدم اجراء الانتخابات.
وجاء ذلك في أعقاب اقالة كل من وزير الثقافة اسد الله حنفي بلخي والذي كان يعد من اقرب حلفاء نور، ومستشار غني احمد الله علي زاي.
ودعا نور مؤخرا الى عودة نائب الرئيس عبد الرشيد دوستم الذي فر الى تركيا في ايار/مايو الماضي اثر اتهامات باغتصاب وتعذيب منافس سياسي في 2016.
وفي وقت سابق هذا العام التقى نور بنائب الرئيس التنفيذي محمد محقق، الشخصية البارزة في اتنية الهزارة الشيعية، ودوستم في تركيا لتشكيل "تحالف انقاذ أفغانستان".
ا على الاقل في هجوم انتحاري استهدف تجمعا سياسيا في كابول
نقلًا عن الوكالة الفرنسية أ ف ب