موفد صيني كبير يناقش المخاوف الإقليمية

 ناقش موفد صيني كبير السبت المخاوف الإقليمية مع مسؤولين في بيونغ يانغ كما افادت وكالة الانباء الكورية الشمالية، في وقت تضغط الولايات المتحدة على بكين للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة المرتبطة بملف الدولة المعزولة النووي.

وزيارة سونغ تاو الذي وصفته بيونغ يانغ بأنه الموفد الخاص للرئيس الصيني شي جينبينغ، هي الأولى لمبعوث رفيع من بكين منذ أكثر من عام. 

وتصاعد التوتر في العلاقات بين البلدين على خلفية تهديدات بيونغ يانغ النووية ودعم بكين لعقوبات أممية مشددة بحق جارتها. 

وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية في إشارة إلى المحادثات بين سونغ والقيادي الرفيع في الحزب الحاكم ري سو-يونغ أن "الطرفين تبادلا وجهات النظر بشأن المسائل ذات الاهتمام المتبادل على غرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة والعلاقات الثنائية". 

وتراجعت العلاقات بين الجارتين الشيوعيتين المقربتين إلى أسوأ درجة لها منذ عقود على خلفية سلوك كوريا الشمالية في وقت تواجه بكين ضغوطات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للضغط بدورها على بيونغ يانغ. 

ووصل سونغ الجمعة حيث التقى بتشوي ريونغ-هاي، وهو مسؤول رفيع آخر في الحزب الحاكم بكوريا الشمالية ومساعد مقرب من زعيم نظام بيونغ يانغ كيم جونغ-أون. 

ونقل الطرفان عن تشوي أنه تحدث عن إصرار البلدين على أهمية علاقاتهما طويلة الأمد. 

وأعلن الحزب الشيوعي الصيني في تقريره عن المحادثات التي جرت بين تشوي وسونغ أنهما اتفقا على أن العلاقات الثنائية هي "الكنز المشترك بين الشعبين" وأن على الطرفين "بذل جهود منسقة" للمحافظة عليها. 

وتطالب الولايات المتحدة الصين، التي تشكل 90 بالمئة من التجارة الأجنبية الكورية الشمالية، بفرض مزيد من الضغوط الاقتصادية. 

من جهته، أشاد ترامب الذي حذر شي خلال زيارته إلى بكين هذا الشهر من أن الوقت "ينفذ سريعا" لحل الأزمة النووية عبر موقع "تويتر" الخميس بمهمة سونغ حيث كتب أنها "تحرك كبير، لنرى ماذا سيحدثّ!".

ولكن الخبراء أعربوا عن شكوكهم في أن تحقق أي اختراقات مشيرين إلى أن نفوذ بكين السياسي على كيم أقل بكثير مما يعتقد رغم العلاقات الاقتصادية. 

وأوضحت خبيرة الشؤون الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بوني غايزر إن "العلاقات متوترة جدا. وربما هي في أدنى مستوياتها منذ الحرب الكورية. وقد تتمكن (هذه البعثة) من وضع أرضية (مشتركة) للعلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، للحؤول دون تدهورها أكثر".

وفرضت الصين قيودا مصرفية على الكوريين الشماليين فيما قامت بتطبيق سلسلة من الاجراءات التي فرضتها الأمم المتحدة بما فيها حظر استيراد الفحم والحديد الخام والمأكولات البحرية من جارتها المعزولة. 

ولكن بكين تخشى من أن تشديد الخناق على بيونغ يانغ قد يؤدي إلى انهيارها. 

ويرجح محللون أن الهدف من زيارة سونغ هو حث نظام كيم على الأغلب على عدم التصعيد بدلا من فرض ضغوط حقيقية عليه لدفعه إلى نزع سلاحه. 

وفيما ازدادت حدة التوترات النووية، دعا شي إلى اجراء مفاوضات عارضا خطة تجمد الولايات المتحدة من خلالها تدريباتها العسكرية في كوريا الجنوبية فيما تعلق بيونغ يانغ برامجها التسلحية. 

وفيما أعلن ترامب هذا الأسبوع أن شي وافق خلال محادثاتهما الأخيرة على التخلي عن هذا المسار، إلا أن بكين جددت دفاعها عنه.