القدس - العرب اليوم
لم تقتصر الإثارة التي أحاطت بافتتاح السفارة الأميركية في القدس على الخطوة بحد ذاتها، بسبب ما تبعها من مواقف وردود فعل، بل شملت حتى المراسم، بعد قيادة القس روبرت جيفرز صلوات الافتتاح، بسبب المواقف والتصريحات المثيرة للجدل لهذا القس، والذي قال قال خلال الصلوات "نحن في حضرتك يا رب إبراهيم واسحق ويعقوب، نشكرك على تمكيننا من حضور هذه المناسبة الفريدة في حياة شعبك وتاريخ العالم"، كما أثنى على جهود رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو والسفير الأميركي لدى اسرائيل، ديفيد فريدمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتابع "نود أن نشكرك يا رئيسنا العظيم دونالد ترامب على قيادتك الرائعة، لولا إصرارك وعزيمتك وشجاعتك لما كنا اليوم هنا".
ووصف اسرائيل بأنها "نعمة للعالم برمته بفضل "اختراعاتها في مجالات الطب والعلوم والتقنية والطاقة لكن الأهم من هذا كله أنها دلت العالم على الإله الأوحد الحقيقي عبر أنبيائها والكتب المقدسة والمسيح".
مستشار غير رسمي
ووقف هذا القس إلى جانب ترامب وأيّده بشدة خلال حملة الانتخابات الرئاسية وأقام صلاة خاصة في البيت الأبيض للرئيس وأسرته قبل أداء القسم وتولي المنصب رسميا.
هذا القس الانجيلي له تاريخ حافل بالتصريحات المعادية للأديان الاخرى وحتى للكنائس الأخرى، وانتقد المرشح في انتخابات الحزب الجمهوري الأميركي الداخلية للترشح لانتخابات الرئاسة عام 2012 والمرشح حاليا لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية يوتا ميت رومني، مشاركة جيفرز في مراسم افتتاح السفارة وقال "روبرت جيفرز يقول كونك يهوديا لن تنجو من النار والمورمون هراطقة جهنم ووصف الاسلام بنفس الصفات. رجل دين متعصب مثله لا يجب أن يقود صلاة افتتاح السفارة الأميركية في القدس".
ورد جيفرز على رومني عبر تويتر وقال "إن الديانة المسيحية علمتنا خلال ألفي عام أن الخلاص هو فقط عبر الإيمان بالمسيح فقط"، كما قال جيفرز خلال الانتخابات الرئاسية إن من يؤيد هيلاري كلينتون مصيره الدرك الأسفل من جهنم.
وعداء هذا القس لا يقتصر على طائفة المورمون والاسلام الذي وصفه بأنه "هرطقة جهنمية"، فقد قال إن الكنيسة الكاثوليكية تعرضت للتضليل من قبل إبليس، وأكد أن "الكنسية الكاثوليكية الحالية هي نتاج فساد بعد أن عبث بها إبليس، أغلب ما نراه في الكاثوليكية الآن لا علاقة له بتعاليم الرب، إنها نتاج عبادة تشبه الديانة الوثنية".
وفي معرض حديثة عن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قال إنه مهّد السبيل لانتشار العداء للمسيح ونشر بيانات مضللة عن مدى انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب بين المثليين جنسيا الذين وصفهم بأنهم يعيشون حياة "بائسة وقذرة"، كما وصف \ الاسلام بأنه "دين شرير ويشجع على اغتصاب الأطفال جنسيا"، بينما لم يسلم أتباع الديانة الهندوسية من لسانه، حيث قال إن المورمون (طائفة مسيحية أميركية محافظة ينتمي لها رومني) والمسلمين والهندوس يعبدون إلها مزيفا.
وليس للقس الذي يقطن مدينة دالاس وله ملايين الاتباع في ولاية تكساس، وظيفة رسمية في البيت الابيض، لكنه يقوم بدور المستشار الخاص لترامب لشؤون العقيدة، وخلال محاضرة له عام 2010 قال "إن الله يرسل الصالحين أيضا إلى الجحيم. إن العقائد والأديان مثل المورمون واليهودية والاسلام والهندوسية لا تبعد الناس عن الله فقط بل تودي بأتباعها إلى الخلود في الحجيم".
هذا القس المثير للجدل وصاحب الظهور المستمر على القناة التلفزيونية المفضلة لدى ترامب، "فوكس نيوز"، وصاحب التصريحات المدوية، ّقال خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 إنه لو أيد المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون لكان مصيره الدرك الاسفل من الجحيم.