وزارة الخارجية الاميركية

كشفت دورية (نافي تايمز) الأميركية المتخصصة في الشأن العسكري أن الولايات المتحدة تستعد لشن هجمات حاسمة بحلول العام 2018 للقضاء على معاقل طالبان في أفغانستان ووضع نهاية للصراع الدائر هناك منذ ستة عشر سنة.

وأشارت (نافي تايمز) إلى أن واشنطن تتعاون في هذا الصدد من خلال خبراء ومدربين عسكريين مع الجيش الأفغاني لتعبئة مجموعات قتالية متخصصة لدهم معاقل طالبان على الأراضي الأفغانية.

وقبل أن ينقشع غبار تفجيرات انتحارية استهدفت مسجد كابول وسقوط عشرات القتلى والمصابين أمس عقب صلاة الجمعة، نقلت (نافي تايمز) عن أحد قادة القوات الأمريكية في القيادة الوسطى الأمريكية، وهو الجنرال جوزيف فوتيل قوله" إن الأمر لن يكون سهلا وأن كثيرا من التحضيرات يتعين اتخاذها قبل الذهاب إلى الحرب..مؤكدا أن استراتيجية واشنطن للعمل العسكري في أفغانستان تعمل بنجاح..لكنها ستكون أكثر هجومية في المرحلة المقبلة".

وكانت طالبان قتلت 12 فردا بالإضافة إلى إصابة 60 من رجال الشرطة والمدنيين في أفغانستان في الخامس عشر من الشهر الجاري عندما انفجرت سيارة مفخخة على مقربة من أحد مقار الشرطة الأفغانية.

جاءت تلك التصريحات وسط حالة من التشكك والإحباط من عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي بشأن عدم وضوح استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترمب لتحقيق النصر فى أفغانستان وبناء الاستقرار في دول جواره، وكانت الإدارة الأمريكية دفعت بنحو 3800 من القوات الأمريكية إلى أفغانستان في سبتمبر الماضي ليتجاوز حجم التواجد العسكري هناك أحد عشر ألف عنصر يعملون على بناء قدرات الوحدات الخاصة في الجيش الأفغاني ودعم عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية في أفغانستان وبخاصة التصدي لمحاولات تنظيم داعش لكسب أرض فيه إلى جانب مجموعات مسلحة أخرى فى مقدمتها طالبان وتنظيم القاعدة.

وكشف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس – الأربعاء الماضي – فى مؤتمر صحفي أن أكثر من 12 دولة من حلف شمال الأطلنطي تشارك الولايات المتحدة الرأي حول سبل حسم الصراع فى أفغانستان معززة التزاماتها بدعم القدرات العسكرية الأفغانية لمكافحة الإرهاب .

ويقول المراقبون إنه تزامنا مع التصريحات الأمريكية التى تميل الى الحسم عبر العمل العسكري فى أفغانستان كوسيلة لبناء السلام فى هذا البلد ، لم تلغ الإدارة الأمريكية وسائل العمل الدبلوماسي الأخرى لتحقيق ذات الهدف و إعطاء الفرصة الكافية لتحقيق ذلك عبر طاولات التفاوض ولحين استنفادها، وفى هذا الصدد تم يوم الاثنين الماضي فى العاصمة العمانية مسقط استئناف اجتماعات مجموعة العمل الرباعية الساعية إلى بحث سبل التوصل إلى بناء الاستقرار في أفغانستان وهى المجموعة التى تأسست فى يناير من العام 2016 و تضم ممثلين عن أفغانستان و باكستان و الصين و الولايات المتحدة .

جاء استئناف اجتماعات هذه المجموعة بعد توقف استمر ستة عشر شهرا سعت خلالها الدول الأربع إلى طرح تصوراتها و رؤاها في حول سبل إحلال السلام فى أفغانستان.

وقال نفيس ذكريا الناطق باسم الخارجية الباكستانية إن الدول الأربع المشاركة فى الاجتماعات تسعى الى استخدام نفوذها لدفع طرفي الصراع في أفغانستان وهما الحكومة الأفغانية وطالبان - التي تسعى للسيطرة على 40 فى المائة من الأراضى الأفغانية من خلال بناء شبكة تحالفات قبائلية - الى الجلوس على مائدة تفاوض وذلك فى اعقاب فشل الجولة الخامسة من اجتماعات المجموعة التى عقدت فى مايو من العام الماضي في حلحلة الامور هناك بعد مصرع زعيم طالبان السابق الملا اختر منصور فى غارة نفذتها طائرات امريكية تعمل بدون طيار وذلك خلال سفر منصور عبر اراضى اقليم بلوشيستان الباكستانى وهو الحادث الذى زاد من تصلب المواقف من جانب قادة طالبان لمحاورة الحكومة الأفغانية وفاقم التوتر بين كابول و اسلام اباد انذاك .

وكشفت مصادر أمريكية أنه على الرغم من اجتماعات أمنية عالية المستوى قد عقدت مؤخرا بين باكستان و أفغانستان ، لا تزال طالبان تتبنى مواقفا متشددة تجاه القاء سلاحها و الدخول فى مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية مشترطة ابتداء جلاء القوات الامريكية و قوات حلف شمال الاطلنطى من الاراضى الافغانية..

وقال قياديون فى طالبان إنه لا علاقة لهم باجتماعات " المجموعة الرباعية " كما انه لم توجه الدعوة لهم للمشاركة فيها ، وقال مراقبون ان استئناف اجتماعات " الرباعية يأتي على خلفية اتهامات أمريكية لباكستان بعدم بذل الجهد اللازم لمكافحة الإرهاب.

تجدر الإشارة إلى أن حركة طالبان الإرهابية تمتلك مكتب تمثيلها الخارجي الوحيد على مستوى العالم في العاصمة القطرية الدوحة .