الصداع النصفي

اكتشف الباحثون الألمان أن هجرة البشر الأوائل من أفريقيا إلى المناطق الأكثر برودة في أوروبا، ساهم في تطوير جين كان يُعتقد أنه يُورث من الآباء لصغارهم، وهو ما يستدعي التسؤال بشأن إذا ما كان يمكن أن يكون لتغير الطقس والبرودة علاقة بهذا المرض في أوروبا وأميركا.

لطالما كان يُنظر إلى الصداع النصفي على أنه مرض وراثي ينتقل من الوالدين إلى أطفالهم، إلا أن دراسة ألمانية جديدة وجدت نتائج مختلفة، في الدراسة -التي أجراها الباحث فيليكس كي، من معهد ماكس بلانك في مدينة لايبزغ الألمانية- تم فحص الجين TRPM8 الذي يرمز للمستقبلات الوحيدة المعروفة بأنها تمكن الشخص من الاستجابة لدرجات الحرارة البادرة والحارة، واكتشف الباحثون أن نوعًا من هذا الجين قد أصبح شائعا بشكل متزايد لدى أولئك الذين يعيشون في خطوط العرض الأعلى، خلال الـ 25 عاما الماضية، كما عرفوا سابقا أن المتغير الحاصل مرتبط بقوة بالصداع النصفي.

وجد الباحثون أن 88% من الأشخاص الذين ينحدرون من أصل فنلندي، يحملون الجين المتغير، مقارنة بنسبة 5% فقط ممن ينحدرون من أصل نيجيري، وكان التباين الوراثي نادرا في أفريقيا، ولكنه أصبح الآن شائعا خارج القارة، وأوضح الباحث كي، كيف يمكن أن تؤثر الضغوط التطورية السابقة على الظواهر الحالية.

ويعاني من نوبات الصداع النصفي ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، أما في ألمانيا فتصيب حوالي مليون شخص يوميًا في حين يواجه حوالي 13٪ من البالغين في الولايات المتحدة تلك النوبات بشكل منتظم، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن نوبات" الشقيقة" هي سادس أكثر الأمراض المنهكة في العالم، كما أنها أقل انتشارا في أفريقيا، مع زيادة حالات الإصابة في أوروبا، وفي نوبة "الشقيقة" يعاني المريض من اضطرابات بصرية وغثيان ودوخة وحساسية للضوء بالإضافة إلى الشعور بالألم الشديد الذي ربما يستمر لعدة أيام.

وهناك العديد من العوامل الأخرى بجانب المناخ لها علاقة بالصداع النصفي ويجب أن تؤخذ في الاعتبار، سواء كانت عوامل وراثية أو بيئية، لذا لا يزال الباحثون يحاولون فهم التطور الوراثي للصداع النصفي بشكل أعمق، خاصة عندما يتعلق الأمر بتطوير العقاقير الموجودة لعلاجه