رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

قالت تقارير مرتبطة بالموقف الاستراتيجي في تل أبيب، إن إسرائيل عادت إلى المربع الذي وقفت فيه منذ 6 سنوات، وتحديدًا في يونيو 2012، حينما تأهّب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع حينئذ إيهود باراك، وقائد سلاح الجو في حينه أليعازر شكادي، لتوجيه ضربة عسكرية عنيفة لمنشآت إيران النووية.

وأوضحت تسريبات نشرها موقع "دبكا" العبري، أن تل أبيب وواشنطن نسقتا المواقف فيما بينهما، ووضعتا الخطة اللازمة لقصف منشآت تخصيب اليورانيوم، التي هددت إيران قبل ساعات بإعادة تشغيلها، إذا لم تمارس الدول الأوروبية ضغوطات على الإدارة الأمريكية، لإقناع ترامب بالتراجع عن انسحابه من الاتفاق النووي.

وذكرت التسريبات أنه إذا استأنفت إيران عمليات تخصيب اليورانيوم، خاصة في ظل عجز الدول الأوروبية عن السماح بتعامل المصارف والمؤسسات المالية الأوروبية مع إيران، فلن تتردد الولايات المتحدة وإسرائيل عن قصف منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.

واستندت التقارير الإسرائيلية -في تقديراتها- إلى شواهد عدة، جاء في طليعتها تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر إبريل الماضي من مغبة استئناف إيران تخصيب اليورانيوم، وقال: "إن ذلك ينطوي على عواقب وخيمة". 

يضاف إلى ذلك التقديرات الإيرانية ذاتها، التي تؤكد أنه بعد وقت قصير من بدء استئناف تخصيب اليورانيوم، ستحاول الولايات المتحدة وإسرائيل قصف منشآت التخصيب.

لذلك، بحسب معلومات التقرير العبري، عزّزت إيران خلال الأيام القليلة الماضية من تطويق منشآت التخصيب ببطاريات الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات وهى من طراز "بافار – 373" (سام) Bavar-373 surface-to-air missile (SAM) defense system، وهي منظومات دفاعات جوية إيرانية، أو بعبارة أخرى تطور لمنظومة الدفاعات الجوية الروسية S-300.

ويعترف الإيرانيون بأن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما من الإمكانيات القتالية ما يسمح بتدمير بطاريات الصواريخ الإيرانية المتطورة التي يدور الحديث عنها، لاسيما أن سلاح الجوّ الاسرائيلي سبق وقصف منظومات الصواريخ الإيرانية ذاتها خلال هجماته على مستودعات الأسلحة، ومقرات الفرقة رقم 47 بمدينة حمص السورية في 29 إبريل الماضي.

وخلصت التقارير العبرية إلى أن ارتفاع مؤشرات هجوم إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت الايرانية، حرَّض قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميقام نوركين على استعراض صور المقاتلات الإسرائيلية من طراز F-35، التي تطلق عليها إسرائيل "هادير"، وهي تحلّق في سماء العاصمة اللبنانية بيروت، وجاء استعراض القائد الإسرائيلي خلال مؤتمر قادة أسلحة الجو، الذي جرت فعالياته بإسرائيل في 22 مايو الجاري، وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب إن تحليق المقاتلات الإسرائيلي في سماء بيروت، مررت رسالة مفادها: "أن تلك المقاتلات ستحلّق في سماء طهران، كما حلّقت بسهولة في سماء بيروت".