القاهرة - العرب اليوم
“ارجع هتموت كافر، حرام عليك بلاش، فكر في بنتك الصغيرة مين اللي هيربيها” بهذه الكلمات حاول "خالد"، ترزي ملابس في شارع طاهر بن الحسين المتفرع من شارع عبد العظيم شعلان بالقرب من مساكن منتصر، أن يقنع الشيخ جمال، أحد سكان الحي، بالتراجع عن القفز من أعلى العقار المكون من 11 طابقًا.
وأضاف خالد، صاحب أحد المحلات بالمنطقة، أن الشيخ جمال من أكثر الشخصيات المحترمة في المنطقة وأنه كان شخص على خُلق ولم يتشاجر مع أحد، مشيرا إلى أنه تزوج من "خديجة" منذ خمس سنوات تقريبا، رزقهما الله خلالها بطفله تبلغ من العمر عامها الثالث، وتابع أن حياة الشيخ جمال كانت تسير على ما يرام، حيث أنه كان يمتلك مصنعًا لتصنيع الملابس الجاهزة وزوجته كانت تحفّظ القرآن الكريم لأبناء المنطقة بسعر رمزي، حتي وقع المنزل الذي كانوا يسكنون فيه، لينتقل بعدها إلى العمارة التي انتحر من فوقها، لتبدأ معاناته وخاصة بعد إصابته بمرض السكري، حيث لم يتمكن من العمل والتزم المنزل.
وأشار إلى أنه منذ ذلك الحين وبدأت الخلافات الزوجية تزيد بينه وبين زوجته بسبب مصروف البيت، وقبل الحادثة بيومين نشبت مشاجرة قوية بينهما وتدخّل الجيران لفضها، كما لفت إلى أنه في يوم الواقعة كان صائما تطوعا، وبعد صلاة العصر سلّم على جميع أهالي المنطقة، وبعدها بأقل من نص ساعة خرجت الزوجة تستغيث بالجيران وتقول “ألحقوني جمال هيرمي نفسه من فوق السطوح”، ليتجمع أهالي المنطقة الذين حاولوا تذكيره بالله وأن الانتحار كفر بالله وتذكيره بابنته الصغيرة، مشيرا إلى أنه قاموا بوضع بطاطين ومفارش السيارات لحمايته من الارتطام بالأرض، لكنه رمي نفسه بعيدا عنهم واصطدم بالأرض.