القاهرة- ناهد محمد
كشف محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، عن وضع خطة لاستكمال أعمال التجميل والبناء والمشاريع في المحافظة بناءً على تكليف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خصوصًا
بعدما أصبحت مدينة شرم الشيخ مركزً اقتصاديًا يجمع قادة العالم في كل عام.
وأكد فودة في حوار مع "العرب اليوم"، أنَّه يطمح إلى إطلاق عدد من المشاريع العملاقة لخدمة القطاع السياحي في مدينة شرم الشيخ، وطرحها على المستثمرين ورجال الأعمال، مثل
ميناء عالمي لليخوت ومدينة شرم الشيخ الجديدة، ومدن رياضية عالمية بهدف تحقيق عائد اقتصادي ضخم يدخل مباشرة لخزانة الدولة ويوفر الملايين من فرص العمل للمصريين، فضلًا عن
تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء تضيف قيمة جديدة لدرة السياحة المصرية.
وأوضح أنَّ مدينة شرم الشيخ تستضيف بصورة دائمة المؤتمرات العربية والدولية عقب دعوة الرئيس السيسي المستثمرين والمستثمرات للمشاركة في التجمع الاقتصادي السنوي بالمدينة
واستكمال إنشاء المشاريع الاستثمارية في جميع القطاعات الاقتصادية لتهيئتها لاستقبال التجمع المقبل، مشيرًا إلى أنَّ جميع القطاعات السياحية والتعليمية والصناعية والزراعية والطبية
تلقى اهتمامًا خاصًا في المحافظة للانتقال بالمواطن السيناوي إلى مستوى معيشي أفضل.
وأضاف: "بطبيعة الحال تعد القمة الاقتصادية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ خلال آذار/ مارس الماضي، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور الملوك والأمراء من مختلف دول
العالم، قد أثبتت للعالم أجمع مدى الأمن والأمان الذي تتمتع به بلادنا الغالية، خصوصًا سيناء وجزء مهم منها في شرم الشيخ، التي تم تجميلها استقبالا لجميع الوفود المشاركة التي تجاوز عددها 2500 وفد من ممثلي 83 دولة".
وأشار إلى أنَّ الكرة الأرضية التي وضعت فوق تمثال السلام في شرم الشيخ كانت محط أنظار جميع ضيوف مؤتمر القمة الاقتصادية، لافتًا إلى أنَها كانت ترمز إلى السلام والأمان للعالم
أجمع وليست لمصر فقط، مبرزًا أنَ التوسع في استضافة المؤتمرات العربية والمحلية يعد استمرارا لرسالة الأمن في محافظة جنوب سيناء ومدينة شرم الشيخ مواصلة المدينة استقبال
المؤتمرات العربية والدولية الكبرى بهدف جذب الاستثمارات لمختلف القطاعات الاقتصادية في المحافظة وفي مقدمتها النشاط السياحي.
وأبرز فودة التواصل المستمر والكبير مع المستثمرين ورجال الأعمال من مختلف الدول العربية والأجنبية سواء في صورة مقابلات ثنائية أو مؤتمرات مثل المؤتمر العام الأول لرجال
الأعمال والمستثمرين الذي عقد في شرم الشيخ يومي 25 و26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 بمشاركة دولية وعربية كبيرة، بهدف عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في المحافظة لمختلف
القطاعات الاقتصادية والمزايا النسبية المقدمة لتلك المشاريع.
ونوَّه إلى "خطط طموحة للمحافظة على جميع المستويات، خصوصًا أن 87% من مساحة شرم الشيخ على سبيل المثال ما زالت صحراء غير مستغلة، فهناك رؤية إستراتيجية لتنمية
المدينة في ضوء المخطط الإستراتيجي لتنمية المحافظة، وأيضا لمنطقة نبق وفي القطاع السياحي الذي يضم أشهر مدينة سياحية في العالم عروس البحر الأحمر، حيث تتم دراسة تفعيل
مبادرة شرم الشيخ "رئة الأرض" والمقصود بها تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء".
وتابع: "بالطبع هناك قائمة من المشاريع العملاقة التي سيتم إنشاؤها على أرض شرم الشيخ مثل مدينة عالمية للملاهي على غرار ديزني لاند، ومشروع لإقامة مرسى عالمي لليخوت لجذب
سياحة الأثرياء من دول العالم المختلفة، ومخطط لإنشاء مدينة شرم الشيخ الجديدة على مساحة 29 فدانا وعلى بعد 20 كم من مدينة الطور ومخطط لها أن تنافس جميع المراكز السياحية في مصر نظرًا إلى تفرد موقعها وجمال شواطئها".
وبيَّن بشأن الخطط المتعلقة بتطوير التعليم في المحافظة، قائلًا: "الاهتمام بالمنظومة التعليمية أساس تنمية أي مجتمع، ويعد 2015 عام الاهتمام بالتعليم خصوصًا في الوديان والتجمعات البدوية، حيث تشهد المرحلة الحالية والقادمة اهتمامًا متزايدًا بمواطني سيناء، لاسيما أنَّ التلاميذ في الوديان النائية عانوا كثيرًا، ولابد من التيسير عليهم في العملية التعليمية وتوصيلها إليهم".
واستطرد: "كما تم توفير حافلات لنقل المدرسين المقيمين في الطور إلى مدن شرم الشيخ وابورديس وأبوزنيمة للتيسير عليهم، فضلًا عن افتتاح مدرسة ثانوية زراعية في طور سيناء، وأخرى ثانوية تجارية في سانت كاترين، كما تم استحداث قسم للغوص في المدرسة الثانوية الصناعية في دهب إلى جانب قسم آخر لتحلية المياه في المدرسة، كما تمت الموافقة على تحمل المحافظة نصف تكلفة سفر المعلمين المقيمين في طور سيناء العاملين في مدارس سانت كاترين".
ولفت فودة إلى حصر استراحات المدرسين وعددها 58 استراحة، مؤكدًا: "سيتم عمل صيانة لها بتكلفة 1,320 مليون جنيه، فضلًا عن تطوير جميع المدارس والتركيز على التعليم الفني لتوفير الأيدي العاملة المدربة واللازمة للصناعات مثل مدرسة البترول في أبورديس ومدرسة للتمريض في الطور، وتوفير أماكن لائقة لإقامة المعلم لتشجيعه على التدريس في المحافظة من خلال المناخ الملائم لذلك".
واسترسل: "بالنسبة إلى التعليم الجامعي نجحنا في افتتاح فروع لجامعات الأزهر وقناة السويس مثل كليات التربية والدراسات العليا واللغة العربية وأصول الدين والآداب والتجارة، حيث كانت المحافظة تفتقر إلى كليات أو جامعات ويتحمل الطالب وأسرته مشقة السفر والتكاليف للدراسة الجامعية في محافظات تبعد حوالي 600 كيلومتر عن جنوب سيناء".
وبشأن القطاع الصحي للمواطن السيناوي، "احتل اهتمامًا خاصًا فالقطاع الصحي، يعاني من مشاكل كثيرة ويتطلب مواجهتها وتمثل ذلك في التغلب على نقص التخصصات الطبية الحرجة من خلال توقيع اتفاق تعاون مع جامعة الزقازيق لإرسال استشاريين للعمل يومين أسبوعيا، وتم تخصيص 10% من أسرة مستشفى شرم الشيخ الدولي لخدمة البدو بأسعار مخفضة أو بالمجان، كما أنَّ الإسعاف الطائر التابع لوزارة الدفاع لا يتأخر في خدمة مواطني جنوب سيناء، كما يتوافر أسطول من سيارات الإسعاف المجهزة يغطي مدن وطرق المحافظة بالكامل".
وأردف: "أما نصيب القطاع الزراعي، يمكن القول إنَّ العام الجاري هو عام الزراعة وتخضير الصحراء في المحافظة خصوصًا بعد بدء الإنتاج الزراعي من المزرعة المستصلحة في وداي "مكتب" التابع لقرية فيران والتي تبلغ مساحتها 55 فدانا تشمل 20 صوبة زراعية تعطي الواحدة 6 أطنان من الإنتاج بإجمالي إنتاج يبلغ 120 طن منتجات زراعية, بالإضافة إلى زراعة 20 فدانا بالخضروات, وللمرة الأولى زراعة 2,5 فدان نخيل سعودي و3 أحواض للاستزراع السمكي بوادي "مكتب"، كما أن رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب قد وافق أخيرًا على مشروع قرار رئيس الجمهورية بالموافقة على إعادة تخصيص مساحة 3908.93 فدان من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة لصالح محافظة جنوب سيناء لإنشاء منطقة صناعية في منطقة أبو زنيمة جنوب سيناء".
واستكمل فودة: "كما أنَّ الرياضة تستحوذ على نصيب كبير من أجندة عمل وخطة المحافظة وكان آخرها المرحلة الأخيرة من القرية الأوليمبية، كما تم تخصيص مساحة ضخمة لإنشاء مدينة رياضية عالمية متكاملة تضم مجموعة من الفنادق والطب الرياضي لخدمة الفرق العالمية التي تبحث عن أماكن للتدريب في جو مشمس وصحي؛ لجذب السياحة الرياضية، ويجري التخطيط أيضا لإنشاء مضمار خاص لتنظيم مسابقة عالمية للهجن لتنشيط السياحة العربية".
وشدَّد فودة في نهاية حديثه على أنَ هناك الكثير من مشاريع الطرق التي تم تنفيذها، فضلًا عن مشاريع جديدة ومن بينها ضم مخطط ازدواج طريق سدر النفق ضمن خطة إنشاء طرق جديدة ودراسة عمل ازدواج لطريقي الطور- شرم الشيخ، ودهب-نويبع.