عمان ـ إيمان أبو قاعود
اعتبرت طبيبة الأسنان والكاتبة الأردنية آية عبد الله الأسمر أن أكثر أمراض الأسنان شيوعا هي أمراض النخر السني، وهذا يعود إلى عدم الاهتمام الكافي بتنظيف الأسنان أو الطريقة الخاطئة للعناية بها، موضحة أن عدم الاهتمام بالأسنان يؤثر على السن والأنسجة المحيطة به، من لثة وعظام، ويؤدي هذا الإهمال إلى فقدان الأسنان، ما يؤثر على القدرة على المضغ والأكل فيؤثر على الصحة العامة للإنسان، كما يؤثر على القدرة على النطق بشكل صحيح، وعلى المظهر العام، وبالتالي على نفسية المريض وثقته بنفسه. وقالت الأسمر في مقابلة مع "العرب اليوم" إن الجيل الجديد لديه مشاكل سنية أكثر من الجيل القديم, و السبب هو تغير نوعية الأطعمة ومواعيدها وكميتها، مشيرة إلى أن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأطعمة الدسمة والحلويات وعدم الانتظام بمواعيد الوجبات ونمط الحياة أصبح يضر بالأسنان أكثر بكثير من نوعية الأطعمة التي كان الجيل القديم يتناولها. وشددت الأسمر أن هناك وعيًا صحيًّا بالأسنان، ومتابعة من الأهل لأبنائهم أكثر من ذي قبل، مؤكدة أن زيادة التثقيف والوعي الصحي بالأسنان جعل الإقبال متزايدًا على المراجعات الدورية لطبيب الأسنان، ولكنها ما زالت دون المستوى المطلوب. وعن الأضرار التي يسببها التدخين قالت الأسمر، إنه يؤثر على صحة الفم والأسنان من جوانب عدة، وتكمن مضاره بأنه يقلل من التئام الجروح بسبب تأثيره على كمية الأكسجين في الأنسجة، إضافة إلى العلاقة بين التدخين وسرطانات الفم بأنواعها المختلفة، وهذه العلاقة علمية ومثبتة، إضافة إلى التهابات اللثة, ورائحة الفم الكريهة كلها لها علاقة قوية بالتدخين. وفيما يتعلق بالأطعمة التي تحافظ على صحة الأسنان تؤكد الاسمر انها ذات الأطعمة التي يجب تناولها للحفاظ على صحة الإنسان والجسم عموما،مثل البروتينات واللحوم والفواكه والخضروات والحليب والبيض, ويفضل مع نهاية كل وجبة تناول قطعة من الجبن أو الجزر لأنها تقلل من تسوس الأسنان, والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية والمشروبات الغازية والوجبات السريعة والحلويات والحمضيات بشكل مفرط لما لها من تأثيرات سلبية على الصحة العامة وصحة الفم. ونوهت الأسمر إلى أن أكثر الأخطاء الشائعة لدى الأهل فيما يتعلق بالأسنان هو اعتقاد الآباء والأمهات أن الأسنان اللبنية لا تحتاج إلى تنظيف وعناية، إضافة إلى اعتقادهم الخاطئ أن الأطفال قبل سن ست سنوات قادرين على تنظيف أسنانهم بشكل جيد وسليم، مشيرة إلى أنه على الأهل عليهم مساعدتهم ومراقبتهم أثناء تنظيف الأسنان. وأوضحت أخصائية الأسنان أن من الأخطاء الشائعة المتبعة أيضًا تنظيف الأسنان بالفرشاة بقوة وبطريقة أفقية ؛ ما يؤدي إلى حفر السن وكسر طبقته الخارجية. وأشارت إلى أن النساء يعتنين بأسنانهن ومظهرهن أكثر من الرجال, مؤكدة أن المرأة الحامل بحاجة إلى عناية خاصة بالأسنان واللثة لأن التوازن الهرموني يختلف وأي ترسبات كلسية أو التهابات طفيفة تصبح كبيرة في فترة الحمل، وعلى الحامل الاهتمام بتناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل الحليب واللبن والأجبان والبيض وكذلك الخضروات والفواكه. وبينت الاسمر ان اكثر الحالات التجميلية شيوعا في المجتمعات العربية هي القشور الخزفية للأسنان الأمامية (ابتسامة هوليوود)، وتبييض الأسنان، وتقويم شكلها,كل ذلك في سبيل الحصول على ابتسامة جميلة تضاهي الفنانين والإعلاميين العالميين, موضحة في الوقت نفسه أن عمليات التجميل المتعلقة بالأسنان مكلفة، وذلك لأن المواد والأدوات والأجهزة المستخدمة في هذه العمليات أسعارها باهظة ,إضافة إلى غلاء المعيشة وبالتالي غلاء فواتير الكهرباء والماء والأجور والرواتب. وعن علاقة الكتابة بطب الأسنان تقول الأسمر، إن العلاقة وطيدة ، فالطبيب يشخص العلة ليضع خطة العلاج ويداوي مرضاه، والكاتب يرصد مشكلة أو فكرة أو مشاعر تمر به ويشعر بها، ثم يصبغ هذه الفكرة برؤيته الخاصة، أو يشخّص العلة من منظوره الخاص، أو يعرض مشاعره بأسلوبه المتفرد، ومن ثم يبدأ بمداواة المشكلة، أو تحليل الفكرة وصولا إلى الاستنتاج، أو التعمق في الوجدان حتى يصل الذروة، لافتة إلى أن الطبيب يعالج في اليوم عددًا من مرضى، والكاتب يعالج بمقال واحد قضية مئات وآلاف من الناس، ويتلمس جراح الكثيرين... يشار إلى أن الدكتورة آية الأسمر,حاصلة على درجة البكالوريوس في طب الأسنان من جامعة الخرطوم في السودان, وشهادة الدكتوراه في المعالجة التحفظية في طب الأسنان من جامعة ميونخ من ألمانيا، إضافة إلى حصولها على الزمالة البريطانية لكلية جراحي الأسنان الملكية من أيرلندا وشهادة الماجستير في الإرشاد النفسي والتربوي من جامعة مؤتة في الأردن. صدر للدكتورة الأسمر رواية "أحلام الياسمين في زمن الرخام" عام 2007 وكتاب "خيانة الصمت" عام 2011 والذي يضم مجموعة من المقالات السياسية والاجتماعية.