كشَفَت الاختصاصية في أمراض العروق والأوردة الدكتورة أمينة الشراك في حديث إلى "العرب اليوم" أن " مرض الدوالي الوردية / أو ما يعرف بانتفاخ عروق الرجلين أو "Les varices " ينجم عن ركود الدم في الأوردة، وهناك أسباب وراثية وراء الإصابة بالدوالي الوردية، إلى جانب وجود أسباب ذات ارتباط بظروف العيش وجودة حياة الشخص، كما أن تناول الهرمونات وأقراص منع الحمل من بين العوامل المسببة في تشكيل الدوالي الوردية لدى النساء، والأمر نفسه بالنسبة إلى الحمل، إضافة إلى الإفراط في وضعية الوقوف والتعرض للحرارة المرتفعة". وأوضحت الدكتورة الشراك أن "مرض الدوالي لا يرتبط بأي سن معيّنٍ، والدليل ان هناك حالات مرضية في صفوف اليافعين، وعموما النساء هم الاكثر اصابة بداء الدوالي في المغرب، بنسبة اكبر من الرجال، غير انهن يهملن التشخيص المبكر للداء وعلاجه ، الا بعد بلوغ مرحلة متقدمة من تشكل الدوالي". وأشارت الدكتورة إلى أن "في غالب الاحيان لا تظهر أعراض المرض إلا بعد تشكل الدوالي وبلوغ المصاب مرحلة متقدمة، اذ يشعر المصاب بارجل ثقيلة ، وتصبح الاعراض مصدر قلق ما يؤدي الى عدم الشعور بالراحة ، لكن المشكلة الحقيقية هي عندما يقصد المريض بالدوالي بعض اختصاصيي امراض القلب، ويعالجون مشاكل اخرى ، بينما ينبغي علاج العروق من مصادرها، كما ان بعض مرضى الدوالي يتعاطون علاجات مقاومة لامراض روماتيزمية، فيما الامر يتعلق بإصابتهم بأمراض الوريد غير المرئية". وأكّدت الاختصاصية الشراك أن "الامر بسيط لتفادي التعرض لهذا المرض، وذلك من خلال تحسين طريقة العيش، وتجنب ممارسة انواع الرياضات العنيفة ، في مقابل التركيز على رياضة المشي والسباحة، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة، وتفادي السمنة والبدانة في مدة قصيرة ، وايضا ، الانتباه الى وضعية الوقوف، اذ لا يجب اطالة الوقوف او الضرب بالارجل على السطح، او وضعية تقاطع الارجل او ارتداء كعب عالٍ، مع استشارة الطبيب المتخصص لوصف الهرمونات المناسبة للنساء لتفادي المضاعفات الصحية للدوالي". وأعلنت الدكتورة أن "طرق العلاج الموصوفة للدوالي الوريدية مختلفة، اذ يجري اختيار لعلاج حسب كل حالة مرضية، ويتعين على الطبيب تحديد ما هو مرئي من الدوالي وما هو مخفي منها، ولا يتاتى ذلك بالعين المجردة وانما بواسطة التقنيات الحديثة المستعملة في مجال علاج مرض الدوالي، التي تمكن من التعرف على مصدر الخلل". وتشير الدكتورة إلى أنه "يجري حقن الأوعية بمادة كيميائية فقط، وفق رسم خريطة طبوغرافية لمعرفة مساحة وعمق العروق المستهدفة بالعلاج، كما أن استعمال الجوارب الضاغطة مهم، لأنها تمنع تدفق الدم نحو أسفل القدم بسبب الضغط الممارس من الأسفل نحو الاعلى وعرفت هذه التقنية تطورا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية ، ويمكن ايضا اتباع خطوات مهمة جدا كوضع الجوارب في الثلاجة ووضع مرهم عليها ، وارتدائها فقط اثناء النهار وبعد الزوال او الليل، بينما تتطلب الجراحة ذات التدخل البسيط chirurgie mini – invasive" وتخديرا موضعيا واستعمال الليزر داخل الاوردة ، حسب ما تكشف عنه نتائج الفحص الاكلينيكي ." وأووضحت ان "التقنية الحديثة متطورة تسمى التخدير الموضعي بالنفخ اذ تتطلب تخديرًا موضعيًا بسيطًا على مستوى الوريد، وتمكن من جراحة سهلة ومن دون الم، كما تمكن من استعمال تقنية الليزر داخل الأوردة، التي تمكن من غلق الأوردة من دون ترك جروح".