القاهرة - شيماء مكاوي
أكَّدت استشاري العلاقات الأسرية، الدكتورة عطيات الصادق في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن "الأسباب التي تجعل الزوج يخون زوجته أو ينظر إلى امرأة أخرى كثيرة" موضحة أن "هناك عوامل عدة يجب أن تنتبه إليها أية سيدة لكي تستمر الحياة الزوجية بلا خيانة، مما يؤدي في النهاية إلى الانفصال، وأهمها عند قدوم الطفل الأول، يشعر الزوج أنه أصبح مسؤولًا عن الأسرة، وأنه سيضحي لأجلها، فيسهر على رعايتها، ويسهر في عمله، لتوفير الأموال، مما يجعل الضغوط النفسية والاجتماعية عليه كثيرة، وهنا يبدأ التفكير في امرأة أخرى". وتابعت، "وأيضًا يجب ملاحظة أن الانتباه الزائد من جانب الزوجة للطفل، وعدم الاهتمام بالزوج، يُوجِّه أنظاره إلى امرأة أخرى، حتى يثبت أنه مازال جذابًا ومرغوبًا فيه، وأنه لم يفقد حيويته ونشاطه بعد، وربما يعود بذاكرته إلى أيام عدم تحمل المسؤولية، ما يجعله يتجه إلى حياة رومانسية مع امرأة أخرى". وأضافت، "وعندما يواجه الزوج متاعب في عمله، أو يلاحظ عدم تقديره من قبل الإدارة من حيث الترقية مثلًا، يتجه إلى امرأة أخرى كي يثبت لنفسه أنه مطلوب، وأنه مُقدَّر من قِبل الآخرين، ولاسيما بعيدًا عن زوجته أو إدارته في العمل". وأشارت إلى أن "الزوجة إذا أصبحت لا تحترم زوجها، ولا تُقدِّره، وبخاصة أمام أهلها أو أهله، وبدأت تستهزئ به، أو تسخر من تصرفاته، فإن هذا يعد عاملًا مهمًا من العوامل التي تدفعه إلى البحث عن امرأة أخرى تحترمه". وأوضحت أن "الرجل ينظر إلى امرأة أخرى عندما لا تصغى الزوجة لزوجها حين يشكو لها عناء التعب من العمل، أو من أية مشكلات أخرى، ما يجعله يتجه إلى غيرها ليحقق هدفه، وربما يجد من يصغي إليه، بالإضافة إذا لم يتوفر الجو المناسب للزوج في المنزل، من حيث الاهتمام به، وإشعاره بأنه مهم في المنزل، وأنها بحاجة له، وأنه الركيزة التي ترتكز عليها الأسرة". ولفتت إلى أن "هناك عوامل أخرى تدفع الرجل إلى الخيانة، وأهمها؛ حرمان الزوج من ابتسامة زوجته عند استقباله أو توديعه، وعدم سعي الزوجة إلى إضفاء جو مرح في المنزل بسبب عدم الاهتمام بملابسه، ومشاركته في الاختيار، وإبداء رأيها في أناقته، فمن الضروري أن تعلم الزوجة أن زوجها يعاني من أعباء معينة، وأنها لو صبرت وساعدته على اجتياز تلك المرحلة، فلن يكون هناك انفصال أو طلاق، وعليها أن تعرف أن هذا الزوج الذي أحبها وتزوجها، ليس سهلًا أن يتغير في يوم وليلة، وإنما يحدث ذلك خلال فترات طويلة، وبسبب ذلك العوامل التي ذكرناها". وواصلت الدكتورة عطيات الصادق، "وربما تكون تلك أعراض نزوة عابرة في حياة الزوج، وناتجة من ضغوط الحياة، ولكن الصبر والمصارحة والاهتمام به يعيد المياه إلى مجاريها، ويجب على الزوجة ألا تسمح لتلك النزوات بالاستمرار من خلال المعاندة والمكابرة والإصرار على مواصلة الجفاء والمعاملة القاسية للزوج، بل عليها أن تتعامل معه بمودة وتفهم، فتفرح لفرحه، وتشاركه همومه وأحزانه، وتثني على النجاح الذي يُحقِّقه، وألا تسخر أبدًا من رجولته أو تحقر أفعاله وأعماله، فإن ذلك أقوى وأخطر سبب لتدمير الحياة الزوجية، وهو الدافع الأول ليبحث الرجل عن امرأة أخرى يشعر معها بالأمان والاستقرار والمحبة".