القاهرة- شيماء مكاوي
أكد استشاري العلاقات الاجتماعية والأسرية، الدكتور مدحت عبدالهادي، في حديث خاص لـ"العرب اليوم"، أن "البعد بين الزوجين لا يُولد الجفاء، كما يعتقد البعض؛ فتلك ليست حقيقة علمية ثابتة، بل يؤدي إلى زيادة الاشتياق"، مضيفًا أن "الزوجين يحتاجان إلى هدنة زوجية، وهي البعد عن بعضهما البعض من فترة لأخرى حتى يزيد الحب في ما بينهما، وفائدة البعد تكمن في إعطاء كلٍّ منهما الآخر فرصة لإعادة بناء وتجديد العلاقة من جديد". وأضاف عبدالهادي، "على الزوجة أن تترك زوجها لفترة ليست بطويلة ولا بقصيرة؛ فليكن أسبوع لكي تُجدد من شكل علاقتهما، فالحياة تصبح روتينية، وتتحول إلى ملل، حيث إن اليوم يلو الآخر، دون أي جديد، فيناقش كل طرف الآخر بشيء من الحدة، ويختفي الحب بينهما بمرور الوقت، فلابد من تجديد العلاقة من خلال فترة من البُعد". وأشار إلى أن "فترة البُعد من الممكن أن تجعل الزوجة تجدد الزوجة من نفسها، وفي طباعها، وفي طريقة معاملتها مع زوجها، وتحاول أن تبدأ ترتيب أولوياتها، وتحاسب نفسها على الفترة الماضية في حياتها، وكيفية تعاملها مع زوجها، والأخطاء التي ارتكبتها في حقه، وتحاول أن تتلاشى هذا، وتعيد حسابتها". وأوضح عبدالهادي، أن "الأمر لا يقتصر على الزوجة فقط؛ فالزوج أيضًا في كثير من الأحيان يكون مُقصرًا في حق زوجته، وهذا البُعد سيشعره بحبه لها، وكيف أن حياته دونها ليست سعيدة، وأنه بالفعل يحتاج إلى وجودها معه، ومن هنا يبدأ هو الآخر في إعادة حساباته، وترتيب أولوياته حتى لا يخطأ في حقها مجددًا". وشدد، على "ضرورة تجنب بعض الأشياء أثناء فترة البُعد، وهي ألا تقول الزوجة لزوجها؛ أنها تشعر أنها أفضل في بُعدها عنه؛ فهذه الأشياء الصغيرة تُحوِّل فترة البعد إلى ملل أيضًا، ولكن لابد أن تقول له بشكل مباشر، أو عبر إرسال رسالة نصية له مكتوب فيها؛ "أشتاق إليك"؛ فهذه الكلمات البسيطة، ربما يكون لها تأثير كبير في تغيير شكل العلاقة في ما بينهما".