عمان - ايمان يوسف
أكّدت خبيرة التغذية، هبة عاكف رصاص، أنّ "هناك العديد من الفوائد الصحيّة للصوم، وله تأثير وقائي وعلاجي للعديد من الأمراض، فالصوم يعمل على تنظيف الجسم من السموم المتراكمة داخله وتنقيتها، فالصيام لساعات طويلة يحسّن من عملية إفراز الأنسولين في الدم ويؤثّر على عمليات الأيض التي تحدث داخل أجسامنا بما يحقّق الفائدة والمنفعة لنا".
وكشفت هبة رصاص، في مقابلة خاصّة مع "العرب اليوم"، أنّ "الصوم يحمي من الإصابة بمرض السكري فهو يخفّض نسبة الإصابة بهذا المرض بمعدل 40% بسبب إرتياح عمل البنكرياس المسؤول عن إفراز هرمون الأنسولين الذي يعمل على تحويل السكر إلى مواد نشوية ودهنية تختزن في أنسجة الجسم "فعند زيادة كمية الطعام المتناولة عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء ثم يعجز عن القيام بوظائفه فيتراكم السكر بالدم ويظهر مرض السكري".
واعتبرت رصاص أن الصوم يجدّد الشباب ويزيد الحيوية ويقي من الشيخوخة فالجسم يتخلّص من الخلايا المريضة التالفة، ويستبدلها بأنسجة وخلايا جديدة فيقلّل من نسبة حدوث الالتهابات داخل الخلايا ويثبّط نمو الأورام السرطانية، مشيرة إلى أنّ "الصيام يعمل على تنمية القدرات الذهنية وتنشيط الخلايا الدماغية مما يجعلها أكثر نقاوة وصفاء، فالصوم يعمل على تحفيز الجسم على امتصاص المزيد من المغذيات، بسبب زيادة إفراز هرمون ”Adiponectin” الذي يزيد من كفاءة عملية الأيض كما يخفّض الصوم مستويات الكوليسترول، وبالتالي تحسين صحة جهاز الدوران والقلب كما يعمل الصوم على تحسين نفسية الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب والإنهيار العصبي.
وشدّدت رصاص على أن شهر رمضان وقت مناسب للتخلّص من العادات السيئة مثل التدخين وتناول السكريات، استهلاك الكافيين ”القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية” بكميات كبيرة، وللتخلّص من الوزن الزائد شريطة الإعتدال بتناول الطعام وعدم الكسل وزيادة الحركة، وقدمت رصاص مجموعة من النصائح للصائم منها تجنب تناول الأطعمة الدسمة والمقالي والأطعمة المحتوية على البهارات والتوابل بخاصة عند وجبة السحور، إضافة إلى تجنّب تناول الأطعمة المالحة مثل "النقانق والشاورما والمخللات والأجبان الصفراء واستبدال إضافة الملح بالليمون والأعشاب مثل البقدونس، النعنع، الروزمري، وتجنّب السكريات والعصائر المركّزة والحلويات المشبعة بالقطر كالكنافة أو الهريسة عند السحور لأنها تزيد من الإحساس بالعطش، ولابد من شرب الماء وعلى فترات متقطعة لتعويض نقص السوائل وخوفًا من حدوث الجفاف، والاكثار من تناول حصص الخضراوات والفواكه فترة الليل وفي السحور، لأن من 80-95% من تركيب الفواكه ماء مما يقلّل من الإحساس بالجوع والعطش.
واعتبرت رصاص أن الافراط في تناول الطعام يعرضنا لمشاكل صحية خطيرة فللمحافظة على وزن صحي خلال شهر رمضان وتجنبًا لمشاكل التخمة والإنتفاخات وعسر الهضم بنبغي علينا تحسين طريقة تناولنا للأطعمة وتقسيمها لعدة وجبات صغيرة من الإفطار حتى السحور بدلًا من وجبتين ثقيلتين، وبدء الإفطار بشرب الماء “غير المثلّج” مع حبات من التمر وأن يكون على دفعات بتأني وليس دفعة واحدة بشكل مفاجئ، حتى لا يلحق الضرر بالكبد وحتى لا تنقبض الشعيرات الدموية وبالتالي يضعف الهضم أما التمر فهو منجم من المعادن المهمة مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم وغني بالألياف ويحتوي على كمية من السكريات البسيطة سريعة الامتصاص مباشرة عن طريق الدم دون المرور بعمليات هضم معقدة فيعيد توازن مستوى السكر بالدم وتذهب للدماغ لتزوّدنا بالطاقة، ومما يزيل الشعور بالتعب والارهاق، ثم تناول صحنًا من الحساء المحضر من مرق الدجاج أو اللحم “منزوع الدهن” مع إضافة الشوفان أو الخضار أو حساء العدس الغني بالحديد أوالفريكة أو الذرة بالحليب لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام.
وأوضحت رصاص أنّه يجب "تناول طبق من السلطة أو الفتوش، فهو غني بالألياف والفيتامينات المهمة، ثم الطبق الرئيسي مع تحديد كمية النشويات المتناولة ”الأرزأوالبطاطا أو المعكرونة” والتركيزعلى البروتينات “قطعة صدر دجاج “بدون جلدة” أو قطع من لحم العجل الهبر أو السمك 150 غم مع كمية كبيرة من الخضار المطبوخة، وتناول وجبة خفيفة بعد 3 ساعة والاعتماد على الفاكهة الطازجة أو المجفّفة مثل القراصيا ،المشمش المجفف،الزبيب، من الممكن تناول بعض الحلويات الخفيفة المهلبية والكسترد و الأرز بالحليب أو القطايف المشوية".
ولفتت رصاص إلى أهمية وجبة السحور فهي الوجبة التي علينا التركيز على تناولها وتأخيرها قدر الإمكان لأنها تعمل على تزويد الجسم بما يحتاجه من مواد غذائية للاستمرار في الصيام وأن تكون بسيطة متوازنة حتى لا تسبّب ثقلا في المعدة مثلاالتوست مع الجبنة البيضاء “قليلة الملوحة” أو اللبنة أو الفول المدمس مع شرحات من الخيار والبندورة أو كوب من الحليب مع الكعك والتمر أو كوب من اللبن مع الفواكه أو سلطة الخيار باللبن، فاللبن من الأغذية المفيدة فهو يحتوي على الكالسيوم وعلى البكتيربا النافعة التي تحسّن حركة الأمعاء والمضادة للإلتهابات.