القاهرة - شيماء مكاوي
كشف أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية الدكتور محمد صفوت، عن ان ارتخاء الصمّام الميترالي من أكثر عيوب صمّامات القلب إنتشاراً، حيث تبلغ نسبة الإصابة به 2.5-5%. واعتبر د. صفوت أن هذا العيب في الصماّم أكثر انتشارا بين السيدات منه بين الرجال. وأضاف أنه عادة ما يتمّ تشخيصه في السن ما بين الـ 15-40 عاما. أما أغلب المصابين بارتخاء الصمّام الميترالي فلا يكتشفونه إلا صدفة لأن ليس له أيّة أعراض، والجدير بالذكر أن ارتخاء الصمّام الميترالي لا يسبّب مشاكل بالقلب، ولا يزال سببه غير معروف، لكنه يعتبر من الأمراض الوراثية، فالجينات الوراثية تلعب الدور الهام في الإصابة بهذا المرض.
وعرّف صفوت، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، الصمام الميترالي على أنه أحد صمّامات القلب الأربعة. فالقلب يحتوي على أربعة صمّامات هم: الصمام الميترالي، الصمام الثلاثي، الصمام الأورطي، و الصمام الرئوي.
وأضاف أن الصمام الميترالي موجود بين الأُذين الأيسر و البطين الأيسر للقلب. و ينفتح و ينغلق للتحكّم في مجرى الدم بين الأذين و البطين الأيسر. و هو يتكوّن من وريقتين أمامية و خلفية. و الوريقتين متصلتين من جهة بحلقة الصمام ومن جهة أخرى بأوتار تنتهي بعضلات تمنع إنزلاق الوريقات أثناء إنقباض القلب. و يرتبط الصمّام بالبطين الأيسر من خلال تلك الأوتار التي تربط بين الجانب السفلي من الوريقات و الجدار الداخلي للبطين الأيسر و تسمى Chordae tendineae.
و في الأحوال الطبيعية عند انقباض البطينين، تنغلق وريقات الصماّم الميترالي تماماً و تمنع رجوع الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر. و عند انبساط البطينين فإن الصمّام يفتح للسماح بالدم الذي يحتوي على الأكسجين ( القادم من الرئة ) بأن يملأ البطين الأيسر.
أما في حالة الإصابة بارتخاء الصمّام الميترالي، فإن إحدى وريقاته أو الاثنتين معاً تكون أطول من الطبيعي أو يكون الوتر الذي يربط بين وريقات الصمّام و جدار البطين طويل و مرتخي. و يؤدي ذلك إلى عدم انغلاق الصمّام كليا أثناء انقباض القلب، مما يسبّب تسرباً لكمية صغيرة جداً من الدم في البطين الأيسر إلى الأُذين الأيسر ( الارتجاع ).
أعراض و تشخيص إرتخاء الصمام الميترالي:
حوالي 60% من المصابين بارتخاء الصمّام الميترالي لا يعانون من أية أعراض. فعند التعرّض لتوتر عصبي مثل مشاكل في العمل، أو الولادة، يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل:
1- سرعة و عدم انتظام ضربات القلب خصوصاً عند النوم على الجانب الأيسر.
2- ألم في الصدر يستمر من ثواني قليلة الى عدة ساعات.
3- الضعف و الشعور بالتعب العام بعد القيام بمجهود و لو بسيط جداً. و ذلك نتيجة نقص كمية الدم الذي يضخّه البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي والدورة الدموية.
4- دوخة نتيجة نقص كمية الدم التي يضخها القلب.
5- ضيق التنفس، خصوصاً إذا كانت حالة الارتجاع شديدة.
6- رؤية حبيبات ضوئية عند النهوض من وضع الجلوس أو النهوض من النوم.
وأضاف د. صفوت ان أغلب المصابين بارتخاء الصمام الميترالي لا يحتاجون إلى أي علاج مادام لا يوجد أي مشكلة أخرى بالقلب. و يعيش الشخص بصورة طبيعية تماما و يطمئن تماما.
و نصح د. صفوت المصاب أن يتعرّف على بعض الإرشادات البسيطة:
-عند وجود سرعة و عدم انتظام ضربات القلب يجب تجنب الكافيين مثل القهوة، الشاي، و الشيكولاتة.
- الإكثار من السوائل.
- يجب على أصبحت المرأة الحامل المصابة بارتخاء الصمّام الميترالي ، إخبار طبيبها الخاص بالأمر.
و العلاج الدوائي Medical Treatment في بعض الأحيان عند وجود سرعة و عدم انتظام ضربات القلب في استخدام أقراص مغلقات البيتا beta-blockers.
في حالات نادرة جداً من حالات الارتخاء الشديد للصمّام الميترالي أو تدهور الحالة بصورة سيئة قد يحتاج فيها المريض إجراء عملية جراحية لإصلاح الصمّام. و أضاف د. صفوت أن تطوراً كبيراً حصل في جراحة القلب في العشرة سنوات الأخيرة ، مما أدى إلى احتياج أقل لتغيير الصمّام بصمام آخر إصطناعي