المتحدث بإسم حركة فتح أحمد عساف

قال المتحدث بإسم حركة فتح أحمد عساف، إنه لن يكون هناك حديث عن عملية إعادة اعمار قطاع غزة دون أن تبسط الحكومة الفلسطينية سيطرتها على القطاع في كافة مناحي الحياة.

وأضاف عساف خلال مؤتمر صحافي عقده في وكالة أنباء الشرق الأوسط في القاهرة، مساء اليوم الاثنين، أن الجانب الفلسطيني قام بكل ما هو مطلوب منه لإنجاح عملية إعادة الإعمار، وعودة الحياة لشعبنا في قطاع غزة، ونريد من الدول الوفاء بتعهداتها.

وأوضح أن مؤتمر المانحين يختلف عن المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ عام 2009، بوجود حكومة وفاق وطني شرعية بينما في السابق كان هناك حكومة حماس غير الشرعية، حيث لم يكن هنالك آليات أو خطة لإعادة الإعمار، بينما الآن هناك حكومة شرعية وبفريق وزاري وفني متخصص ولديها خطة واضحة لإعادة الإعمار، كما أن الدول التي أعلنت عن تعهداتها هي التي تعهدت ولم نلزمها بشيء.

وأكد عساف أن شعبنا حقق انتصارا حقيقيا على قوات الاحتلال من خلال الحضور الواسع من كافة دول العالم في مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي اختتمت أعماله مساء أمس الأحد، في العاصمة المصرية الشقيقة، حيث تم الإعلان عن تعهدات مالية لإعمار قطاع غزة بمبلغ 4,5 مليار دولار بعد تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم برعاية مصرية.

وحول قدرة الشركات في قطاع غزة على المشاركة في عملية إعادة الإعمار وهل سيكون هناك مشاركة عربية أو مصرية، أوضح عساف أن شعبنا ساهم في بناء دول كثيرة ولديه القدرة على ذلك، وخطة الحكومة تناولت كافة التفاصيل الخاصة بذلك، وحول آلية إيصال الأموال المانحة التي تم الإعلان عنها بالأمس لإعادة إعمار القطاع، مؤكدا أن الحكومة تتلقى مساعدات عديدة للقيام بمهامها وستتلقى هذه الأموال بنفس الآليات، مؤكدا أن الحكومة الحالية ليست حكومة وحدة وطنية مكونة من الفصائل المختلفة بل هي حكومة وفاق وطني تتشكل من خبراء تكنوقراط.

وقال إن الرئيس محمود عباس، وصف المؤتمر بأنه نجح نجاحا باهرا لأنه حقق الهدفين المرجوين منه؛ الهدف الأول حشد الدعم المالي وتعهدات دولية خاصة بعملية إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية من منازل وبنية تحتية وكهرباء وطرق في القطاع.

وأضاف: أن الهدف الثاني من المؤتمر كان حشد أكبر دعم سياسي للقضية الفلسطينية، وهو ما حدث بالفعل من خلال المشاركة الواسعة والكلمات التي أدلت بها الوفود وإعلانها عن مساندتها للقضية الفلسطينية وحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرئيلي، موضحا أن المشكلة الأساسية التي تواجه شعبنا ليست اقتصادية بينما أصل المشكلة هي كيفية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والعمل على إنهائه لأنه في هذه الحالة لن يكون هناك مجال للحديث عن دمار أو عقد مؤتمرات للمانحين.

وقال عساف إن المشاركة الواسعة في المؤتمر تعد مؤشرا هاما أيضا، خاصة أننا مقبلين على حدث هام وهو التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار حول إنهاء الاحتلال الذي من المتوقع أن يقابله فيتو أميركي وفي حالة النجاح في ذلك سيكون قرارا ملزما، بينما في حالة الاصطدام بالفيتو فسيكون أمامنا خيارات أخرى منها الانضمام إلى 122 مؤسسة ومنظمة ومعاهدة دولية.

وأكد أن حكومة الوفاق الوطني بذلت جهودا مضنية للمساهمة في إنجاح المؤتمر من خلال إعدادها لخطة مهنية وشفافة وواضحة لإعادة الإعمار، تقوم على أسس الأول منها إغاثي لأهل غزة وإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، فضلا عن أن هذه الخطة تم تقسيمها لقطاعات خاصة بإعادة بناء المنازل والمواصلات والصحة والتعليم، والثاني يتعلق بالوضع الاقتصادي بشكل عام في القطاع والعمل على تحقيق تنمية اقتصادية وإنعاش اقتصادي، حيث يوجد 4 آلاف مصنع تم تدميرها، وتشريد الآلاف من الأسر التي أصبحت دون مأوى ودون دخل.

وأضاف أنه تم الاتفاق على أن تكون عملية إعادة الإعمار برقابة دولية من قبل الأمم المتحدة، من أجل توصيل رسالة طمأنة للدول المانحة بأن الأموال ستصل إلى مستحقيها، وكل الدول بإمكانها الإشراف على عملية إعادة الاعمار، وأن هذه الرقابة ستضمن إلزام إسرائيل بفتح المعابر التي تسيطر عليها لإدخال المواد اللازمة لعملية الإعمار، معربا عن أمله أن تسير الأمور وفق ما خطط له والتغلب على كافة العوائق كون عملية الاعمار بحاجة لجهود كبيرة وستأخذ من ثلاث لخمس سنوات.

وأكد عساف أن السلطة الوطنية تعد الضمانة الحقيقية وثمرة من ثمرات الكفاح لشعبنا على مدى خمسين عاما، لأنها نقلت شعبنا من مرحلة الاحتلال لمرحلة الدولة وكانت نتاج لتضحيات وشهداء وثمرة من ثمرات النضال، مشددا على أنه إذا استمرت الإجراءات الإسرائيلية لحصار السلطة مع حصار الشعب والعمل على إفشالها ووضع العراقيل في طريقها ستصبح سلطة بدون سلطة وهذا سيجعلنا نبحث عن بدائل، ولن نكون أسرى للعبة الاحتلال والاستمرار في عمليات الاستيطان، وتهويد القدس، بينما سيكون هناك حديث عن قواعد لعبة جديدة من خلال الحصول على دعم وتأييد دولي وذلك باعتبار فلسطين دولة عضو بالأم المتحدة بصفة مراقب، ومن حقها الانضمام لكافة المؤسسات والمنظمات والمعاهدات الدولية.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي الآن أمام خيارين إما الانتصار لمبادئه ومبادئ القانون الدولي، وفي هذه الحالة ستكون إسرائيل دولة في مواجهة العالم أو اعتبارها دولة فوق القانون.

وشدد عساف على أن السلطة مصرة على الاستمرار في كفاحها للنهاية حتى تستطيع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتعزيز صمود شعبنا على أرضه من خلال إيجاد الحياة الكريمة له والتصدي لكافة أشكال ترحيله من أرضه، لأن إسرائيل هي من قامت بتدمير كافة الاتفاقيات التي وقعت مع فلسطين.

وثمن الدور الذي تقوم به مصر لخدمة القضية الفلسطينية وما بذلته من جهود حثيثة على مدار الفترات الماضية القريبة والبعيدة لدعم شعبنا، مؤكدا استحالة القفز على الدور المصري أو تشويهه أو البحث عن بديل له.

واستنكر عساف ما تقوم به إسرائيل الآن في القدس والمسجد الأقصى من هجمات شرسة، موضحا أن الضمانة الوحيدة لعدم تكرار العدوان ووقف هذه الهجمات هي إنهاء الاحتلال.

وأكد أن الرئيس لم يخضع يوما لأي ابتزاز أو مطالب أو نصائح أو ضغوط ويفعل ما في صالح شعبنا.

نقلًا عن"وفا"