غزة - سبأ
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن استقالة القاضي الكندي وليام شاباس رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة تعكس حجم "الابتزاز الإسرائيلي الخطير".
وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي اليوم ، إن استقالة شيباس تظهر "الضغط الكبير الذي مارسته إسرائيل واللوبي الصهيوني على اللجنة ورئيسها".
وأضاف برهوم، أن الضغط الإسرائيلي على لجنة التحقيق ورئيسها "استهدف طمس الحقيقة والإفلات من العقاب، وهذا تأكيد على إرهاب إسرائيل المنظم الذي يطال كل من يحاول كشف الحقيقة وملاحقة قياداتهم في المحافل الدولية".
وطالب برهوم المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، "بعدم الاستجابة لهذه الضغوطات والعمل على وقف كل هذا الإرهاب والابتزاز الإسرائيلي المنظم، والاستمرار في التحقيق في كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا، والإسراع في محاسبة قيادات الاحتلال على جرائمهم وإرهابهم".
من جهته قال مندوب فلسطين لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إبراهيم خريشة " إن المجلس أبلغهم بأن لجنة التحقيق ستسمر في عملها رغم استقالة شاباس كونها مكونة من ثلاثة خبراء دوليين كما أن لديها طاقما من 10 خبراء قانونيين من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان."
وأضاف خريشة، أنه وفق ما أبلغ به من مجلس حقوق الإنسان فإن لجنة التحقيق المشكلة من قبله وصلت إلى مرحلة نهاية إعداد تقريرها بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة حتى يتم الإعلان عنه وفق الموعد المحدد نهاية مارس المقبل.
وكان شاباس قدم استقالته الليلة الماضية مع مفعول فوري من رئاسة لجنة التحقيق وذلك بعد اتهام إسرائيل له بالإنحياز بسبب اعماله التشاورية التي اجراها مع الجبهة الوطنية الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم المجلس رولاندو غوميز في تصريحات صحفية " أن شاباس الذي اتهمته إسرائيل "بالانحياز" قدم ليلا رسالة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان حاليا السفير الالماني يواكيم رويكر وأعلن فيها استقالته "بمفعول فوري".
وهدد وليام شاباس، أنه سيستقيل في أعقاب اتهامات إسرائيلية بالتحيز بسبب عمل استشاري قام به لحساب منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي رسالة إلى اللجنة، قال شاباس إنه سيستقيل على الفور لمنع هذه المسألة من أن تلقي بظلالها على إعداد التقرير ونتائجه، والذي من المنتظر أن يصدر في مارس المقبل.
وقال شاباس في الرسالة إن رأيا قانونيا كتبه لمنظمة التحرير الفلسطينية في 2012 وتقاضى عنه 1300 دولار لم يكن مختلفا عن المشورة التي قدمها لحكومات ومنظمات كثيرة أخرى.
واضاف "كانت آرائي بشأن إسرائيل وفلسطين وأيضا قضايا كثيرة أخرى معروفة جيدا ومعلنة تماما.. هذا العمل في الدفاع عن حقوق الإنسان يبدو أنه جعلني هدفا كبيرا لهجمات خبيثة".
بدوره دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم الامم المتحدة لالغاء تحقيقاتها في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال الحرب على غزة وذلك بعد استقالة شاباس.
وقال نتنياهو في بيان اصدره مكتبه "بعد استقالة رئيس اللجنة, المتحيز ضد اسرائيل, ينبغي تعليق التقرير الذى كتب بتوصية من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة -- جهاز مناهض لاسرائيل ليس له علاقة بحقوق الانسان"..زاعما ان ان الهدف من اطلاق النار الإسرائيلي كان وقف اطلاق حماس للصواريخ على المناطق الجنوبية مع غزة .
وعين مجلس حقوق الانسان شاباس, البروفيسور الكندي المتخصص في القانون الدولي, في أغسطس الماضي لقيادة التحقيقات في جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على غزة خلال شهري يوليو واغسطس.
وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت خمسين يوما عن مقتل اكثر من 2200 فلسطيني، 70 بالمئة على الاقل منهم من المدنيين, وفقا لارقام الامم المتحدة.
وأصدرت جماعة بيت سالم الحقوقية الإسرائيلية الأسبوع الماضي تقريرا مطولا من 49 صفحة اتهمت فيه الحكومة الإسرائيلية بتبني سياسة متعمدة لشن هجمات جوية على المباني السكنية خلال الحرب على غزة وانتهاك قوانين الحرب في بعض الحالات.