محمد الأمين ولد الشيخ

هاجم الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، محمد الأمين ولد الشيخ، بشدة منتدى المعارضة، واصفًا إياه بالـ"مثير للشفقة"، في رد على بيان انتقد تدخل الرئيس محمد ولد عبدالعزيز في الأزمة الغامبية الأخيرة.

وقال الناطق الرسمي، وهو أيضًا وزير الثقافة، إن بيانًا صدر عن المنتدى الوطني للديمقراطية "مثير للسخرية والشفقة"، مضيفًا أن المنتدى "لا يعيش الواقع".

فيما يضم المنتدى، عددًا مهمًا من أحزاب المعارضة والشخصيات السياسية والمنظمات المهنية، وهو أهم خصوم الرئيس الموريتاني.

وقال ولد الشيخ، إن وساطة الرئيس في الأزمة الغامبية نالت تقدير الحكم الجديد في غامبيا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وكان قد تمكن الرئيس ولد عبدالعزيز مؤخرًا، من إقناع رئيس غامبيا السابق يحيى جامح، بالتنحي بعد أن اجتاحت قوات سنغالية وغرب أفريقية أراضي الدولة الصغيرة المحاطة بالسنغال من ثلاث جهات.

غير أن دخول القوات السنغالية العاصمة الغامبية، وإعلان كل من رئيس غامبيا الجديد آمادو بارو، والرئيس السنغالي ماكي صال، أنه لا ضمانات للرئيس جامح، أثار غضب الرئيس الموريتاني الذي أصدر تصريحات منتقدة للحكم الجديد في بانغول وللرئيس صال، فقد اعتبر أنهما خانا تعهدًا مكتوبًا تم على أساسه إقناع جامح بالتنحي، ويكفل الاتفاق حصانة لجامح والمقربين منه، وحريته في العودة إلى البلاد متى شاء من منفاه الاختياري في غينيا الإستوائية.

وكانت قد شنت أحزاب المعارضة، بما فيها "المنتدى"، حملة على الرئيس ولد عبدالعزيز، مبخسة من جهة مبادرته، ومحذرة من جهة أخرى بأنه خلق عداوات مع بلدين جارين هما السنغال وغامبيا.

وقال الناطق الرسمي ردًا على هذا إن، "علاقات موريتانيا مع دول الجوار علاقات جيدة، وماحدث أخيرًا من اعتذار من بعض الجيران عن أخطاء أو إساءات ارتكبت في حق موريتانيا لايمكن أن يستدل به على عدم جدوائية أداء الدبلوماسية الموريتانية التي من المعروف أنها تتألق".

فيما يشير الاعتذار الوارد في التصريح إلى المملكة المغربية، التي اعتذرت حكومته مؤخرًا عن تصريحات وردت على لسان رئيس حزب الاستقلال حميد شباط قال فيها "إن موريتانيا جزءًا من المغرب".

وتأتي أهمية السنغال وغامبيا ليس فقط لكونهما بلدان مجاوران لبلد فيها مصالح، وله بهما روابط عميقة، لكن أيضًا من تنافس صامت بين موريتانيا والمغرب، وما يقول الموريتانيون إنه محاولات مغربية لعزل بلادهم في أفريقيا، ضمن خطة ضغط تهدف إلى التخلي عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية التي أعلنها البوليساريو، أو مساندة المغرب ضدها.