خادم الحرمين الشريفين والرئيس الجنوب أفريقي خلال محادثاتهما

أشاد رئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بجهود السعودية في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف ونبذ الطائفية التي كان آخرها تأسيسها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» في الرياض، وذلك في بيان مشترك صدر عقب جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس رامافوزا في قصر السلام بجدة، مساء أول من أمس.

وشدد البيان السعودي - الجنوب أفريقي على «ضرورة بذل المزيد من الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف بأشكاله وصوره كافة وأياً كان مصدره، وضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والوقوف بحزم تجاه أي أعمال تقوم بها أي دولة لزعزعة استقرار دول منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص».

وأوضح البيان أن جلسة المباحثات التي عقدها خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس الجنوب أفريقي كانت «مثمرة وبناءة»، تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية واستعرضا خلالها العلاقات المتنامية بين البلدين.

وأكدت المباحثات أهمية تعزيز العمل المشترك لنقل العلاقات الثنائية بينهما في جميع المجالات إلى آفاق أوسع واشمل، وضرورة بذل المزيد من التعاون والجهد لزيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة في المشروعات الاقتصادية والبنية التحتية وتقديم التسهيلات والحوافز لهذه الاستثمارات بما يتوافق مع طموحات البلدين والشعبين الصديقين.

واستعرض الجانبان خلال المباحثات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأهم التطورات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما أكدا أهمية التوصل إلى حل شامل ودائم وعادل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يكفل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، والحل السياسي لهذه الأزمة على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن وللجهود المبذولة في هذا النطاق وتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق اليمنية كافة، وإدانة استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية للمملكة من خلال إطلاقها الصواريخ الباليستية على أراضيها والتنديد أيضاً بما تقوم به من أعمال تهدد أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر وسلامتها.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، لفت الجانبان إلى أهمية الوصول إلى حل سياسي للصراع في سوريا، وفقاً لإعلان «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن رقم 2254 لإنهاء معاناة الشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين داخل سوريا وخارجها.

وأبدى الجانبان دعمهما لجهود الحكومة العراقية في توحيد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديداً لكل العراقيين، والحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، وأهمية وقف التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي العراقي.

وفي الشأن اللبناني، أكد الجانبان أهمية دعم الدولة اللبنانية، ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية كافة. وأشار البيان إلى تقدير الرئيس رامافوزا وامتنانه للحفاوة وحرارة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها والوفد المرافق له خلال زيارته الرسمية للمملكة.

وغادر الرئيس الجنوب أفريقي جدة، أمس، بعد زيارته الرسمية للمملكة. وكان في وداعه بمطار الملك عبد العزيز الدولي، محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، ووزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان، وسفير المملكة لدى جمهورية جنوب أفريقيا غرم الملحان، وعدد من المسؤولين.