القاهرة - خالد محمود
أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس، ضمنيا، عن نجاح وساطة جديدة لوقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس، وقالت إنها كلفت الأجهزة الأمنية التابعة لها، بالتعاون مع الأجهزة العسكرية وشركة الخدمات العامة، بحملة لإزالة آثار الدمار عن المناطق التي شهدت اشتباكات خلال الأيام الماضية، جنوب العاصمة طرابلس. وفي غضون ذلك نفى قيادي في «اللواء السابع»، أحد الأطراف المشاركة في المواجهات الدامية التي تشهدها العاصمة، لـ«الشرق الأوسط» أن يكون اللواء يخطط لانقلاب عسكري على السلطة، التي تقودها حكومة الوفاق.
وبينما استمرت المعارك المتقطعة على فترات بين الميليشيات المسلحة في طرابلس، على الرغم من إعلان وزارة الداخلية بحكومة السراج عن نجاح وساطة جديدة لإبرام هدنة لوقف إطلاق النار، دعا السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، المجتمع الدولي إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة وفعالة» لحماية المدنيين الذين يتعرضون لما وصفه بـ«انتهاكات جسيمة» في العاصمة طرابلس، التي جدد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، تهديده باجتياحها، معتبرا أن «ليبيا تمر بمرحلة حرجة، سياسيا وأمنيا واقتصاديا».
وطالب السراج بتوحيد الموقف الدولي المنقسم ليصبح هناك صوت دولي واحد تجاه الأزمة الليبية، ووقف التدخلات السلبية لبعض الدول التي تنحاز لهذا الطرف أو ذلك، مبرزا أن المعرقلين للمسار الديمقراطي يستغلون تناقض تلك المواقف، ليظل الوضع على ما هو عليه، خدمة لمصالح ضيقة، دون مراعاة لمعاناة المواطنين.
في سياق ذلك، اعتبر المشير خليفة حفتر أن «الوضع في العاصمة طرابلس لن يظل على ما هو عليه، وما يحدث هناك لا علاقة للجيش به، لكنه لن يظل مكتوف الأيدي أمام ما يحدث للمواطنين من انتهاكات وقتل».
ونقل مكتب حفتر عنه خلال لقائه في مدينة بنغازي، أول من أمس، مع وفد من مشايخ وأعيان وحكماء مناطق غرب ليبيا وجنوبها، مطالبته بالتدخل لوضع حد لما يحدث في طرابلس، ومناقشة بعض مشكلات الجنوب، وقال إن الجيش «سيتحرك في الوقت المناسب بما يثلج صدور الناس، الذين ضاقوا ذرعا من تناحر الميليشيات المسلحة».
وجاءت تصريحات حفتر، بينما نفى المكتب الإعلامي لـ«اللواء السابع مشاة» انسحابه من تمركزاته بمنطقة سوق الأحد في قصر بن غشير بالعاصمة، وأكد في بيان مقتضب «التزامه بوقف إطلاق النار، إلا فيما يتعلق بالرد على أي مجموعة تحاول الهجوم عليه».
ودافع المقدم حمزة مهير الدايمي، مدير إدارة الشؤون المعنوية باللواء لـ«الشرق الأوسط» عن تبعية اللواء لحكومة السراج، لكنه قال في المقابل إن «السراج نفسه أسير الميليشيات المسلحة التي تتولى تأمين مقره في العاصمة».
ونفى مشاركة عناصر من الإخوان، أو الجماعات الإسلامية المتشددة، ضمن قوات اللواء، مشيرا إلى أن هدف العملية العسكرية لقوات «اللواء السابع» هو القضاء على ميليشيات طرابلس، وإنهاء سيطرتها على المدينة.
في المقابل، أعلن «لواء الصمود»، بقيادة صلاح بادي، الذي هددت البعثة الأممية بإدراجه على قائمة عقوبات دولية لانتهاكه وقف إطلاق النار، عن وصول تعزيزات ودعم عسكري له.
وقال اللواء الموالي لحكومة الإنقاذ، الموازية السابقة، إن بادي استقبل أول قوة تأتي من مدينة مصراتة لدعمه بمعسكر النقلية، كما وزع لقطات مصورة لتحركات عربات عسكرية، قال إنها قادمة من مقره في مدينة مصراتة غربي البلاد.
ولم تكشف وزارة الداخلية بحكومة السراج عن أي تفاصيل تتعلق بالهدنة، لكنها شكرت «كل من ساهم في دعم المصالحة ووقف إطلاق النار، ورفع صوت العقل، وتغليب لغة الحوار على صوت الحرب والاقتتال»، وقالت في بيان إن مديرية أمن طرابلس ستشرع اليوم (أمس) بفتح الطرقات وإزالة العوائق كافة منها.
كما دعت الوزارة كل المواطنين إلى الوقوف صفا واحدا، من أجل أن تعود مدينة طرابلس إلى الاستقرار والأمان، والمساعدة على عودة النازحين من تلك المناطق إلى بيوتهم ومنازلهم آمنين مطمئنين.