تنظيم "داعش"

تستمر أزمة مختطفات السويداء اللواتي تم أسرهن من قبل مقاتلي تنظيم "داعش" في 25 تموز/يوليو من العام الجاري دون حلولٍ تفضي لإطلاق سراحهن، بينما تزداد مخاوف ذويهن في ظل إعدام التنظيم لإحداهن، وهي الشابة ثروت أبو عمّار الأسبوع الماضي.

ويشكو بعض ذوي المختطفات من محاولات النظام السوري المتلكئة للإفراج عنهن، إذ يتهمونه بـ الكذب"، في إشارة منهم لعدم تنفيذ النظام لوعوده التي أطلقها في هذا الملف.

وكان من المقرر مبادلة نساء أسرى من تنظيم "داعش" في سجون النظام الحكومي السوري بمختطفات السويداء، لكن على ما يبدو أن النظام قد احتفظ بالداعشيات لصفقةٍ أخرى، دون الاهتمام بحياة مخطوفات السويداء والقلق الّذي يعيشه ذووهن.

استمرار الاعتصامات.. وإطلاق نار
وتواصل جمعيات ومنظمات مدنية الاعتصام أمام مبنى محافظة السويداء مع ذوي المختطفات الّذين يطالبون بالكشف عن مصيرهن لليوم السادس على التوالي منذ إعدام الشابة المختطفة ثروت أبو عمار الأسبوع الماضي من قبل عناصر التنظيم.

وشهدت منطقة الاعتصام الاثنين إطلاق نارٍ على مبنى المحافظة، ورجّح المعتصمون أن "النظام يقف وراء ذلك، باعتبار أن جماعاتٍ مقرّبة منه كانت تنشر شائعات عن تفجيراتٍ قد تحصل في منطقة الاعتصام وذلك لترهيب أهالي المخطوفات وتخفيف أعدادهم".

ويسعى النظام من خلال تواجد قواته الكثيف إلى فض الاعتصام، فيما يناشد المعتصمون "الجهات الدولية للإسراع في إنقاذ حياة المختطفين".

وقال ناشطون إن "إطلاق الرصاص الحي على مبنى المحافظة وسط تجمع المدنيين وعشرات الموظفين لا يمثل موقف المعتصمين السلمي، ولا يمثل موقف أهالي المختطفات".

أهالي المختطفات لـ"العربية.نت": النظام غير جاد
ويوجّه بعض ذوي المختطفات باستمرار أصابع الاتهام لنظام الأسد في التخاذل بقضية مختطفات السويداء. ويساندهم في هذا الأمر معارضون سياسيون للنظام، وشخصيات مدنية تنشط في محافظة السويداء التي تقطنها غالبية من طائفة الموحدين الدروز، إلى جانب شخصيات سياسية بارزة من الطائفة خارج سوريا ومنهم الزعيم اللبناني وليد جنبلاط الّذي نوّه بشكلٍ غير مباشر إلى "محاولة النظام السوري المماطلة في أزمة المختطفات".

وقال بعض ذوي المختطفات، عبر وسيط، لـ"العربية.نت": "نحن قلقون ونخشى على حياة أولادنا، وهم في خطر.. لكن أين هم وكيف نصل إليهم؟.. هذا ما نطلب مساعدتنا فيه من الجهات الدولية". وأضافوا: "النظام غير جاد في الإفراج عنهم، ونحن نريد حلاً لإنقاذ حياتهم".

تلويح بحرب مفتوحة لاسترداد المخطوفات
إلى ذلك، وفي تطورٍ لافت، أعلن فصيل "رجال الكرامة" وقوفه إلى جانب ذوي المختطفات، وقال في بيانٍ صحافي الأحد: "نعلن عن تضامننا الكامل والمطلق مع ذوي المختطفين في قرية شبكي في أي قرارٍ يتخذونه".

واتهم فصيل "رجال الكرامة" في بيانه الزعامات التقليدية لدى الطائفة بـ"التخاذل"، وطالبهم بـ"توضيح الأمور والوقوف وقفة حق مع أهالي المختطفين وأبنائهم". كما كشف الفصيل لذوي المختطفات أن عناصره "ينتظرون ما سيطلبونه، وهم رهن إشارةٍ منهم".

وحمّل الفصيل حكومة الأسد المسؤولية الأكبر في قضية الإفراج عن مختطفات السويداء، حيث قال في بيانه أيضاً إن "تخاذل الدولة هو أمر متوقع ولن ننسى أنه السبب الأبرز لما حصل في المحافظة من خلال نقله لمجموعات من تنظيم "داعش" بالشاحنات ومعهم أسلحتهم إلى مناطقنا قبل هجومه على قرانا بأسابيع، ونحمّلها كامل المسؤولية في قضية الإفراج الفوري عن المختطفين".

ولم يخل بيان رجال الكرامة من إعلانه حرباً مفتوحاً ضد أي جهةٍ كانت لتحرير المختطفين، حيث تابع البيان: "لا يوجد لدينا مكان محدد لتواجد نسائنا وأطفالنا أو خاطفيهم، لكن بعد اليوم، فلن نوفر جهداً يقودنا لتحريرهم حتى لو كانت حرباً مفتوحة، ونحن أهلٌ لها".

وعلى العكس من ارتباط مشايخ العقل بالنظام السوري، فإن فصيل "رجال الكرامة"، هو فصيل عسكري درزي محلي غير موالٍ للأسد، أسسه الشيخ وحيد البلعوس في العام 2015، وكان يهدف لاقتلاع حواجز قوات الأسد في المدينة ومنع شبابها من الالتحاق بجيشه.

مليون دولار عن كل مختطفة
وكان تنظيم داعش قد طالب منذ أيام بدفعِ فدية مالية كبيرة تُقدر بمليون دولار على كلّ شخص يطلق سراحه، لكن وفق رواية بعض الأهالي الّذين تحدّثوا إلى "العربية.نت، فإن"هناك جهات تحاول استغلال القضية لمكاسب مادّية" في إشارة منهم إلى أن "لا مصدر رسميا لصحة هذه الرواية من قبل التنظيم نفسه".

وتسيطر حالة من الترقب والرعب على مدينة السويداء، بعد فشل جهودٍ محلية وإقليمية في إنفاذ حياة مختطفاتهن، حيث لا يزال مصيرهن غامضاً ومقلقاً لاسيما أن المهلة التي منحها التنظيم للإفراج عنهن شريطة أن يطلق نظام الأسد عن أسرى التنظيم في سجونه انتهت، دون أن يباشر النظام بالإفراج عن الداعشيات.

وكان التنظيم، قد قتل نحو 200 مدني في هجماته على ريف السويداء في يوليو/تموز الماضي، إضافة لاختطافه نحو 30 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء، بعد انسحاب الجيش السوري من بعض المناطق هناك وسحب السلاح من أهاليها.