الآثار في ريف إدلب

 

أكدت مصادر محلية في ريف الدب أن مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي باشروا صباح الخميس الماضي بالتنقيب عن الآثار في مدينة سرمدا شمالي إدلب، التي تعد من مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي.

وقالت المصادر  إن مسلحي تنظيم "داعش" بدؤوا صباح الخميس 9 آب/أغسطس الماضي بالتنقيب عن الآثار في المدافن الأثرية بالقرب من مدينة سرمدا  قرب معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا شمالي إدلب، كما باشروا التنقيب في قلعة سرمدا ومحيطها، مستخدمين آليات وحفارات صغيرة وبرفقتهم أشخاص ملثمون يعتقد أنهم مرشدون من أهالي المنطقة، مشيرة إلى أن التنظيميين الإرهابيين يتعاونان في مجال سرقة الآثار السورية وبيعها، حيث يوفر بعض عناصر جبهه "النصرة" الحماية لمسلحي "داعش" عند قيامهم بالتنقيب في مناطق سيطرتها، ويحصلون بالمقابل على نسبة من الأرباح، وخاصة أن "داعش" يستقدم خبراء في التنقيب عن الآثار، واستطاع في الفترة الماضية إنشاء شبكة قرب الحدود التركية بمناطق سيطرته لعرض وبيع ما يسرقه من قطع أثرية وكنوز من ريف محافظة إدلب السورية.

وأضافت المصادر إن تنظيم "داعش" يقوم بعمليات تجارية بالقرب من بلدة سرمدا تتضمن بيع وشراء الأسلحة والقطع الأثرية والسيارات على اعتبار البلدة حدودية مع تركيا. وبدأت خلايا تنظيم "داعش" تنشط بشكل كبير وعلني في محافظة إدلب خلال الأشهر الماضية رغم الحملات التي طالت العديد من المجموعات التابعة له في المحافظة، حيث قام داعش باختطاف عناصر من "هيئة تحرير الشام" وأعدم ثلاثة منهم ذبحا، ردا على الهجوم على أحد معسكراته السرية قرب قرية كفرهند غربي إدلب التي تعد إلى جانب بلدات سرمين وسلقين والدانا وبعض مناطق أريحا أهم مناطق انتشار داعش في محافظة إدلب.

وعادت عمليات تنظيم "داعش" للظهور في محافظة إدلب بعد أكثر من 4 سنوات على طرده من المحافظة، وذلك بعد الانشقاقات الكبيرة التي طالت "هيئة تحرير الشام"، ودخول المئات من مقاتلي التنظيم بعد هروبهم من شرقي حماة وعودة أبناء المنطقة المبايعين للتنظيم بعد فرارهم من الرقة.

ويشير حجم العمليات المنفذة في الأشهر الأخيرة إلى أن التنظيم بات يتواجد في المحافظة بأعداد كبيرة وضمن هيكلية منظمة وسرية تعمل على تنفيذ عمليات مكثفة ضد الفصائل الأخرى، تمهيدا لاستجماع قواه البشرية في منطقة محددة يبدأ فيها عملياته، والتي يرجح أن تكون في الريف الغربي لمحافظة إدلب، والتي هاجمت فيها "الهيئة" مؤخرا أحد معسكرات التنظيم السرية قرب قرية كفرهند، قرب سلقين، وقتلت واعتقلت عددا ممن كان بداخله من الجنسية العراقية الذين كانوا قد وصلوا إلى المنطقة بالتنسيق مع النصرة خلال هروبهم من الموصل بعد سيطرة الجيش العراقي عليها.

وعملية فرار كبيرة حصلت مطلع الشهر الجاري من سجن إدلب المركزي الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام، وكان بين السجناء الفارين أكثر من مائة معتقل من إرهابيي تنظيم "داعش".