الإرهابي هشام عشماوي

قتل الإرهابي عمر رفاعي سرور في يونيو الماضي وهو الضلع الثالث في مثلث هشام عشماوي الإرهابي الذي القي القبض عليه اليوم في ليبيا، شقيقة الإرهابي، عُمر رفاعي سرور، حيث أعلنت شقيقته بتاريخ 13 يونيو 2018، عبّر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، تقول: "تأكد خبر مقتل أحد أبناء أسرة رفاعي سرور، وهو الابن عمر رفاعي سرور، الشهير بـ(أبوعبدالله المصري)، في مدينة درَنة بليبيا، ليلة الخامس والعشرين من رمضان، في اشتباكِه هو ورفاقه من أسود صحراء ليبيا عُمر المختار ضد قوات (خليفة حفتر)".

كانت ليالي رمضان تدور في القاهرة، بينما هُناك معركة على حدود جنوب مصر، تحديدًا في ليبيا، للقضاء على القيادي التكفيري، عُمر رفاعي سرور، خلال مواجهات في درنة بين القوات المسلحة الليبية وبين مجلس شورى ثوّار درنة، إذ قيل إن عُمر المكني بـ"أبا عبدالله المصري"، المولود في مصر عام 1970، قُتل بعد تبادل لإطلاق النار مع زوجته وأطفاله الأربعة وامرأتين، الأمر الذي أكدتهُ شقيقته عبّر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك".

صحيح أنّ عُمر رفاعي سرور قُتل في بدايات يونيو 2018، لكن زوجته لم تُقتل، إذ ظهرت اليوم الاثنين، بعد إعلان مكتب الناطق باسم القوات المسلحة الليبية عن إلقاء الجيش الليبي، القبض على زوجة الإرهابي المصري، باسم "محمد رفاعي سرور" وليس "عُمر" وأبنائه، وذلك ضمنْ العملية العسكرية التي تم فيها إلقاء القبض على هشام عشماوي، الإرهابي المصري المطلوب.

عُمر أم محمد رفاعي سرور؟

في حوار سابق، بتاريخ أغسطس 2013، ظهرت زوجة رفاعي سرور، لتتحدّث عن سيرة زوجها وأبنائها، عبّر موقع باسم "طريق الإسلام"، وخلال الحوار، قالت زوجة رفاعي ووالدة عُمر رفاعي، إن أسماء أبنائها، "يحيي، عُمر، ولاء، ياسر، رقية (جهاد)ـ وأسماء"، مؤكدة أن كل اسم كُل ابن من ابنائها لهُ سبب، فعلى سبيل المثال، تم اختيار اسم "عُمر"، أسوةً باسم مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، عمر التلمساني.

كما يوجد على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، حساب باسم "عُمر الرفاعي|، كان يكتب عليه منشورات وفتاوى تكفيريّة مُنذ تاريخ تأسيسه، في 2015، وتُشير إليه شقيقته ولاء رفاعي سرور أيضًا في كتاباتها، ما يعني أن اسم الإرهابي الذي قُتل هو عُمر وليس محمد، حسب بيان الجيش الليبي.

من هو عُمر رفاعي سرور؟

من هو عُمر رفاعي سرور؟، سؤالٌ يطرح عادة وتأتي إجابته شديدة التعقيد، يُعرف عُمر بأنه شاب يتراوح عمره بين 35- 40 عامًا قبل مقتله، كما يُعرف بأنه أحد أشهر أضلاع المثلث الإرهابي الذي ينتمي لتنظيم القاعدة التكفيري، فضلعهُ الثاني هو عماد الدين أحمد محمود عبدالحميد، الذي قُتل في ضربة جوية للقوات المسلحة المصرية بالقرب من الحدود المصرية الليبية، نوفمبر 2018، أما الضلع الأول فهو هشام عشماوي الذي قُبض عليه اليوم.

عُمر رفاعي سرور، أو "أبوعبدالله المصري"، مهندس ثلاثيني، هو الابن الأقرب لرفاعي سرور، أحد الرجال الذين يُحسبون على القضية رقم "462 لسنة 1981"- المعروف باسم "قضية الجهاد"- كما أن لهُ عدد كبير من المؤلفات المُتطرفة مثل، "حكمة الدعوة"، "عندما ترعى الذئاب الغنم"، "حماية الدين من التحريف"، ونقد عقيدة الكفار".

في لقاء تلفزيوني، يعود تاريخه إلى نوفمبر 2017، أداره الإعلامي عماد الدين أديب، إذ روى حينها الإرهابي الليبي الناجي من عملية الواحات، عبدالرحيم المسماري، 20 أكتوبر 2017، قصة انشقاق تعرّض لها تنظيم القاعدة في ليبيا، فكادت تتفرق عناصره وتنضم إلى داعش، لولا فتاوى الجهادي التكفيري الشاب المصري، عُمر رفاعي سرور.

كيف ذهبَ إلى ليبيا؟

يُقال إن عمر رفاعي سرور، أُلقي القبض عليه عام 2011، كان حينها مقيمًا في عنوان 28 شارع حامد زيدان، المُتفرع من شارع عبدالعظيم البكري، عزبة شلبي، المطرية، مقر منزل والدهُ، إذ كان يتوافد عليه هُناك العديد من التلاميذ والمُحبين يوميًا، كما كان يعقد والده دروسه الدينية في مسجد «الفتوح»، مقصد عشرات الآلاف من السلفيين.

في 2012، توفى رفاعي سرور والد عُمر، فظهر عُمر ليتحدث عن وصية والده الأخيرة قبل وفاته، إذ أوصى بحمل أمانة القرآن والسير على نهجة والدفاع عن أمة الإسلام، والوقوف حائط وقوة وراء مرشح الرئاسة المُحتمل آنذاك، حازم صلاح أبوإسماعيل، الذي يحمل أفكارا متطرفة والمسجون حاليا على ذمة قضايا إرهاب.

عقب وفاة والده في 2012، توجه إلى سيناء؛ ليعمل ضمن صفوف المسلحين، وهناك تلقى تدريبات عسكرية، وعمل مفتيًا لتنظيم أنصار بيت المقدس، حتى عُرف هناك بأبوعبدالله المصري، لينتقل بعدها إلى ليبيا بنفس الصفة.

هرب عُمر إلى ليبيا، عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان في مصر عام 2013 وتراكم القضايا، إذ استقر في درنة شرق ليبيا، وعُرف هناك من أحد أخطر الإرهابيين المصريين الهاربين في الخارج؛ إذ تعاون فور وصوله ليبيا مع كتيبة «شهداء أبوسليم» التابعة لتنظيم القاعدة ويتزعمها عطية الشاعري، ثم عمل مفتيًا لأغلب الكيانات الإرهابية في درنة بما فيها مجلس شورى درنة، إلى أن ترددت أنباء عن اعتماده كمرجع شرعي للمجلس فبراير الماضي.

اعُتبر عُمر الفقيه والمؤصل الشرعى لكل عمليات عشماوى، كما كان مسؤولًا عن تجنيد واستقبال الإرهابيين الجدد في عموم ليبيا، وخصوصًا أولئك الذين يتمسكون بفكر تنظيم القاعدة.

تورط عُمر في عمليات إرهابية ضد مصر؛ إذ تؤكد المعلومات الليبية والمصرية أنه الشريك الرئيس لهشام عشماوي، الجهادي المصري، مؤسس تنظيم "المرابطون"، الذي نفذ عمليات إرهابية ضد مصر، ومسؤول بشكل أساسي عن تكوين خلايا إرهابية في الظهير الصحراوي لمحافظات الصعيد.

كيف انتهَت مسيرة عُمر رفاعي؟

بتاريخ 11 يونيو 2018، نعت قيادات محسوبة على الجماعات والتنظيمات الإرهابية، عُمر رفاعي سرور، بعدما قتل في مدينة درنة الليبية، بعد أن نجحت قوات من الجيش الليبى في إصابته، ونجاحه بالهروب، لكنه لم ينج بإصابته، كما أعلنت شقيقته وفاته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".

انتهَت حينها أسطورة شراكة عُمر الدموية مع هشام عشماوي، انفضَ مثلث الإرهاب تمامًا، إلى أن ظهرت زوجة عُمر رفاعي سرور وأبنائه، اليوم، عقب القبض على هشام عشماوي، بينما بقيت شقيقة عُمر، ولاء رفاعي، تقول: "عندما جاء أحدهُم ليعزي والدتي، قدّمت لهُ رز بلبن وقالت (كُل حلاوة الشهيد)"، فيعتبره أهلهُ شهيد، بينما كان هو تكفيري وسببًا لإراقة دماء مئات الشُهداء.