القاهرة - العرب اليوم
رغم تسلسل الشياطين في الشهر الكريم، إلا أن النفس الأمارة بالسوء تحكمت في عقل الجاني وسلسلة أفعاله الشيطانية بسلاسل الغدر، وفي غضون لحظات قبل انطلاق ضربات مدفع الإفطار تندلع الشرارة الأولى للمشاجرة بسبب الأبناء ووقع الآباء في بئر الخطايا.
شهد شارع التبانة بمنطقة الدرب الأحمر واحدة من الجرائم البشعة، في أول أيام شهر رمضان، وتتحول إلى جريمة قتل، الأول لقي مصرعه، والثاني تحول إلى قاتل.
" الخناقة بدأت قبل الفطار وانفضت وبعد الفطار كانت مجزرة".. كانت هذه هي كلمات وائل في العقد الثالث من العمر وأحد أهالي المنطقة هلال حديثه معنا.
وأضاف أن المشاجرة بدأت قبيل الفطار بسبب أبناء الطرفين الأساسيين وقام الأهالي بالتدخل لمنع وقوع مشاجرة بينهما، إلا أن أبناء صاحب أحد المحال التجارية قاموا بتجميع أنفسهم وأصدقائهم وذهبوا لبيت محمد "المجني عليه".
وأشار إلى أن الأهالي لم يستطيعوا التدخل نظرا لزيادة عددهم، وحملهم لأسلحة بيضاء كثيرة، وسيطرتهم على الشارع الذي شهد المشاجرة.
ومن جانبه قال أحد أهالي "محمد . ق " المجني عليه صاحب محل العطارة، إنهم يطالبون القضاء بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين جزاء لما اقترفوه في حق أسرة بأكملها ومنطقة بأكملها، حيث تسببوا في حالة من الرعب بين الأهالي.
وأوضح أن المشاجرة كانت بسبب قيام المتهم الأول صاحب محل قطع غيار السيارات بالسخرية من نجل المجني عليه أثناء تنظيف مدخل منزلهم مما أغضب الأخير فذهب ليشتكي لوالده.
"محمد راح يعاتبه مش أكتر " .. التقط أحد الأهالي طرف الحديث بهذه الكلمات، مشيرًا إلى أن المجني عليه لم يقصد المشاجرة لكنه كان يعاتبه فقط وعندما لاحظ أن المتهم يتحدث معه بأسلوب غير لائق وتدخل الأهالي فقام بالذهاب لمنزله.
وأضاف أن المجني عليه وأولاده فوجئوا بعدد كبير من الأشخاص تحت منزلهم عقب آذان المغرب حاملين أسلحة بيضاء ويوجهون الشتائم بصوت عال إليهم وعندما خرج لهم "محمد" قاموا بالتعدي عليهم بالأسلحة البيضاء التي كانت بحوزتهم.
"جرح قطعي خلف الأذن اليسرى وأعلى الحاجب الأيمن، وآخر بمؤخرة الرأس وجرح بإصبع السبابة باليد اليمنى" كانت هذه هي تفاصيل إصابات المجني عليه- حسب ما جاء بأقوال الشهود - والذين أكدوا على أن المجني عليه فارق الحياة غارقاً في دمائه متأثرا بجراحه.
كان تلقى قسم شرطة الدرب الأحمر بلاغا من شرطة النجدة بمشاجرة وتوفي شخص، وبالانتقال والفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين صاحب محل عطارة توفي إثر إصابته وصاحب محل قطع غيار سيارات ونجليه، بسبب قيام الثاني بالسخرية من نجل المجني عليه الأول حال قيامه بتنظيف مدخل العقار سكنه، تطورت إلى مشاجرة تعدى خلالها كل منهما على الآخر بالضرب والتراشق بزجاجات مياه غازية فارغة، وتدخل على إثرها المتهمان الثالث والرابع لمناصرة والدهما وتعدوا على المجني عليه بالضرب، باستخدام أسلحة بيضاء محدثين ما به من إصابات، والتي أودت بحياته.
وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهمون أسفرت إحداها عن ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وتم بإرشاد المتهمان الثالث والرابع ضبط 2 سلاح أبيض "سكين كبير الحجم" والمستخدمتين في ارتكاب الواقعة.